كتاب مقر الحكم في مصر: السياسة والعمارة بقلم خالد عزب بداية هذا الكتاب هو قراءة للسلطة في المجتمعات الإسلامية وطبيعتها، ونهايته أن كل شيء لا يبقى على حاله، فالسلطة تتبدل مساحة ممارستها وطبيعة ممارستها من عصر إلى عصر، ولكل عصر مقتضياته، فإن لم تستجب السلطة لهذه المقتضيات خرجت من التاريخ لتحل محلها أخرى. التطور
والتغير هنا، هو تعبير عن المجتمع الذي تتفاعل معه السلطة، فالوالي والرعية لم يكونا هما ذاتهما السلطان والمحكومين في الع بداية هذا الكتاب هو قراءة للسلطة في المجتمعات الإسلامية وطبيعتها، ونهايته أن كل شيء لا يبقى على حاله، فالسلطة تتبدل مساحة ممارستها وطبيعة ممارستها من عصر إلى عصر، ولكل عصر مقتضياته، فإن لم تستجب السلطة لهذه المقتضيات خرجت من التاريخ لتحل محلها أخرى. التطور والتغير هنا، هو تعبير عن المجتمع الذي تتفاعل معه السلطة، فالوالي والرعية لم يكونا هما ذاتهما السلطان والمحكومين في العصر المملوكي، بل نرى الباشا العثماني وهو يُعزل من المصريين ويرضخ السلطان العثماني لرغبتهم، إن تركيبة السلطة وطبيعتها تعكسها عمارة تعبر عن ذلك، لذا جاء هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، هو حكاية تحكي عبر الزمن العلاقة بين السلطة والعمارة، وطبيعة هذه العلاقة عبر طبيعة مقر الحكم، التي تختلف وتتغير مع اختلاف السلطة وتغيرها. هل نقرأ التاريخ هنا عبر العمارة، أم أن العمارة تعبر عن التاريخ؟، كلاهما صحيح، لكن لكي نستكمل المشهد، فإننا نجعل الحجر يتحدث كشاهد والوثيقة تكمل المشهد، والصورة تعطي الانطباع الصادق، وبين هذا وذاك بنيت نصا، ليقرأه القارئ، ليشكل من خلاله رؤيته للموضوع، وقد يأتي بعدي آخرون، يرون فيما كتبت رأيا آخر، فيضيف من يضيف، وينتقد من ينتقد، لكن في النهاية لكل نص غاية، وغايتي إثارتك أنت أيها القارئ، فهل أنجح في ذلك؟