كتاب موال البرج بقلم فؤاد حداد.. في ديوانه »موال البرج« يكتب »فؤاد حداد« عن تجربة قاسية عاشها الشاعر في معتقلات الغرب بالفيوم وأبوزعبل والواحات في الفترة ما بين 1959 وحتي 1964 وهي فترة اضطهاد الشيوعيين في عصر جمال عبدالناصر. والديوان مزيج من السرد والشعر، مما أعطي للكتابة حيوية وتدفقاً، كما في قصيدة »أول مايو« وفيها يؤكد الشاعر أن »المجتمع في يد الرأسماليين مجتمع يتقيأ أبناؤه يبلعهم السجن« ثم يترجم عبارته هذه شعراً:
المطرقة ناحت علي السندان
اتقسِّمت كتل الحديد قضبان
الرأسمالي بيملك الآلة
الرأسمالي بيسجن الإنسان
وقد أنشد »حداد« قصيدته هذه علي جموع المساجين السياسيين في سجن الواحات الخارجة في أول مايو 1963.
وفي مشهد مختلف تماماً، يصف »حداد« سجن »القرب« في قصيدة »آخر المأساة« حيث الظلمة التي تسيطر علي المكان، وشراسة الأسلاك الشائكة والقضبان:
يا خارج السجن وتقول الزمان ما أقساه
أنا قلبي مجروح وقضبان الحديد مسّاه
مسروق من المنظر اللي صبّحه ومسّاه
أما قصيدة »موال البرج« فهي أكثر قصائد الديوان درامية ومأساوية حيث اعتمد فيها »حداد« علي فكرة »المونولوج الداخلي« للتعبير عما يعتري نفسه من شجن عميق بعد أن قضي في معتقل البرج سنوات طويلة:
أنا ساكن البرج لكن برج مش من عاج
ولا يشبه الأبراج ولا فيه حمام درّاج
ولا فيه من الزغاليل ولا فيه من الأزواج