كتاب نجم أفل ليضيء السماء من تأليف حسين ناصر الشاوي .. من مجالس الحسين إلى ساحة الفخر:
عن السعادة نقل الشيخ بهجت (البالغ مناه) فقال:
"ماذا نفعل لكي نفوز بالسعادة وحسن العاقبة؟" لم يحدد ذكرًا ولا أربعينية من الأربعينيات ولا عملًا عباديًا بل قال: "احرصوا على أن تبكوا على سيد الشهداء عليه السلام كل يوم ولو مرة واحدة!"
في قلب كل شهيد، تتأجج روح العطاء والتضحية، فكل دمعة تراق في مجالس الحسين تمثل تعهدًا بالوفاء والإخلاص. فشهر محرم الحرام، بحلوله، يحيي فيهم شعلة الثورة، كأنهم يحيون ذكرى الفداء كل عام بقلوبهم قبل كلماتهم. كانوا يتزاحمون في صفوف المجالس الحسينية، وعيونهم تتلألأ بحب الحسين، يبكون على فقده وكأنهم فقدوا جزءًا من أرواحهم.
كان الشهيد يجسد معنى الخدمة، فبينما يستعد العشاق لإحياء ذكرى المعصومين، كان هو الأول في تقديم يد العون، يُعد وجبة الإفطار للزوار، ويستقبلهم بابتسامة تغمرها الحماسة والكرامة. وفي ليالي السابع من محرم، كان ينقش على ذاكرته مقتل الإمام العباس (عليه السلام)، ويحتضن ذكريات الشجاعة، حتى يأتي العاشر، حيث ينقلب منزله إلى ساحة من الحزن والفخر، تُقام فيه مراسم مقتل سيد الشهداء.
في هذه الأجواء الحزينة، تتحول كل لحظة إلى درس من دروس الفداء، وينمو في نفوسهم شعور عميق بالارتباط بعالم الأبدية، حيث يُخلد الحسين في قلوبهم كرمز للحق والتضحية، ويبقى اسمه يضيء دروبهم، داعيًا إياهم لمواصلة السير على خطى الشهداء.