كتاب نجيب محفوظ | السارد والتشكيلي بقلم أشرف أبو اليزيد ....هل يمكن قراءة محفوظ بعيون الرسّامين والنحّاتين الذين ترجموا رواياته وقصصه من لغة الحروف إلى لغة التشكيل، للوصول إلى طرح مغاير وتصورات مختلفة حول رؤيته للفن والعالم؟ سؤال يجيب عنه الكاتب والباحث أشرف أبو اليزيد بالإيجاب في كتابه "نجيب محفوظ – السارد
والتشكيلي"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.يتقصّى أبو اليزيد ما يربو على ستين عامًا من تفاعل التشكيليين مع العم نجيب، بداية من تجربة الحسين فوزي بـ”الرسالة الجديدة” في 1954 لرسم “بين القصرين”، مرورا برسوم “أولاد حارتنا” في “الأهرام”، وصولا إلى أحدث تجليات فناني الكوميكس والغرافيتي ومصممي الأزياء الشعبية الذين استلهموا العوالم المحفوظية.ولا يقف تأثير محفوظ التشكيلي عند التصوير الكلاسيكي، وإنما يمتد إلى الفنون الأخرى المرتبطة به كالحفر والرسم والكاريكاتير والشرائط المصورة (كوميكس) والنحت، وأغلفة الكتب، وملصقات الأعمال الفنية والفعاليات الثقافية، بل والرسوم الجدارية (غرافيتي)، وتصميم الأزياء.ويستعرض منها “الحارة الحالمة” لصلاح عناني، ومشروعات “الكوميكس” و“الغرافيتي” لدى الشباب، ومنها تجربة الكاتب خالد سليمان والفنان عمرو طلعت لتقديم نص كوميكس مسلسل يتناول حياة محفوظ، مستنطقًا شخصيات تتحدث مع محفوظ أو عنه منذ ميلاده حتى مشهد جنازته.ويتسع عالم محفوظ السردي ليصير مصدرًا ملهمًا لمصمّمي الأزياء، ويأتي ذلك انعكاسًا لتأثر محفوظ ذاته بالقاهرة التي أسرته بأحيائها العريقة وفنونها التراثية الأصيلة.