رواية حديقة خلفية بقلم أشرف أبو اليزيد ...بعد مقدمة مكانية عنوانها "جنة بلا ناس" قسم المؤلف روايته إلى أربعة فصول؛ "خريف الغياب"، "شتاء العشق"، "ربيع السفر"، و"صيف العودة". وتقدم الرواية ـ بشكل مواز للأحداث ـ عوالم النباتات، وفضاءات السفر، وأعماق الثقافة، وخاصة الثقافة الهندية التي تجسدها البطلة الرئيسية للأحداث، وتقول في أحد فصولها:في الهند رأيت الجنة والنار معًا. المتناقضات تحت سماء واحدة. المساجد والمعابد، شيوخ يتعبِّدُون آناء الليل، ونسَّاك زاهدون عن ضجيج النهار، مناراتٌ تهتزُّ، وأخرى
تختفي. بوابات مهجورة، ودروب مزدحمة. بيوت ليس لها من سمت البيوت شيء، وقصور تستعيد أبهة عصور السلاطين. متاحفٌ نادرة في عرض الطريق، ومقتنيات آسرة تحت حراسة مشددة، أضرحة تعانق قبابها المزركشة السماء، وقبور تفترش توابيتها الحجرية الأرض، غابات من صفيح، وأشجار من أسمنت، وأسوار من خيش، وشواهد من حجر، وهواء من رماد. هؤلاء الفقراء في الصورة مثلهم ملايين في مدن الهند الفقيرة. كنتُ أقولُ الحمد لله كلما مررت بهم. نحن نكتب عن الفقر في مصر ولكننا لا نراه. .. الفقرُ نسبي. فمن يسكن شقة يظن نفسه فقيرًا في مقابل من يملك بيته. ومن يركب الحافلات فقيرٌ أمام من يقودُ سيارته. ومن يعمل باليومية هو فقيرٌ قياسًا بأصحاب الأجور الشهرية. لكننا رغم فقرنا متساوون في إنسانيتنا، وأنا أحس أن الفقر الحقيقي هو التخلي عن هذه الإنسانية.