كتاب نهلة بين الإشهار والتشهير

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب نهلة بين الإشهار والتشهير  بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم.....(كان أخوها الأكبر بمثابة الأب الثاني الذي سخره الله لنهلة ، ليُغنيَها من فضله تعالى عن سؤال الناس ، وليُعينها على أمر دينها ودنياها. فردت عليه أمر دينها ، وقبلتْ منه أمر الدنيا ، حيث أعانها الله تعالى وكسر عليها فقرها طالبة وموظفة وزوجة بفضل الله أولاً وآخراً ،  ثم ببقية مال كان هذا الأخ الأكبر يُرسله لوالده الذي كانت نهلة تُربى في داره! وظل الأخ الأكبر يقوم بدوره في خدمة عائلته بكل ما استطاع. وينصحُ للكل بما فيهم نهلة. ولكنها لا تستجيب. فلم يعبأ بذلك ، وظل مؤشر العلاقة ينزوي ويضمحل ، حتى وصل لأدنى درجة وهي التزاور في المناسبات والاتصال للضرورة القصوى. ورزقها الله تعالى من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب! ولكنها كانت كلما ازدادت غنىً ازدادتْ حِرصاً وشُحاً وبُخلاً! فبخلتْ بمالها عن أخيها! والجدير بالذكر أنه كانت لها عند أخيها مُداينة مِقدارها أربعة وخمسون ألف دينار! وقام بسدادها إلا سبعة آلاف دينار! والرجل لم ينكر ذلك المبلغ ولم يأكله ، وإنما اعتذر عن عدم القدرة على السداد ، وطلب النظرة إلى مَيسرة ليس إلا! فكان رد النذلة التي هي إلى عبادة المال أقرب منها إلى عبادة الله: (حسبي الله ونعم الوكيل) تلك التي نقولها لمن بغى علينا أو سلب متاعنا أو أكل مالنا ، وعجزنا في استرجاع شيء من ذلك منه! وراحت تُشهّر بأخيها تشهيراً عند بعض الناس! زاعمة أنه استحل دنانيرها التي أخذتْ أضعافها وهي في دار أبيها! وأتى اليوم الذي أرادتْ أخاها الأكبر ليكون وكيلاً للنكاح في المحكمة الشرعية ، وهناك قام الرجل بدوره ، ولم يتأخر ، وبعد محاورات ومناورات ونقاشات تم العقد قولاً وعملاً! وحسب البروتوكول الجاهلي جاء دورُ التقاط الصور فأبى الأخ الأكبر ، وقال: الصور للضرورة ، وهذه المناسبة أو تلك ليست من الضرورة! فوافقتْ وزوجُها على مَضض! وتركْنا باحة المحكمة ليُفاجأ الأخ الأكبر بهاتفٍ من زوج أخته (نهلة) ، فظنه يرتب لحفل الإشهار العائلي المتواضع كالعادة والبروتوكول والعرف والشرع! فقال مقاطعاً في مَعرض السؤال: أين أنت: أنا أكلمك من البيت! فقال الأخ الأخ الأكبر: أي بيت؟ فقال عريس الغفلة وزوج النذلة: من بيت نهلة. فقال الأخ الأكبر: كيف؟ كيف يكون الأمر من المحكمة إلى البيت؟ أليس هناك سُنة الإشهار الواجبة؟ وغضب الأخ غضباً شديداً تعظيماً لسُنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التي أهدرتْ وانتُهكتْ! وكتب لنهلة رسالة من جملة واحدة: (لقد جانبكما التوفيق في هذا الأمر!) ولم يزد عليها! فقاطعتْه نهلة قطيعة أبدية ، واستأثرت بهذا الساقط زوجاً ، واستغنت به عن أخيها وباقي أهلها وكأنه (أبو زيد الهلالي) ، وسقوطه لأنه لم يُبادر إلى الإصلاح بين نهلة وأخيها! برغم أن هذا الأخ ، والله العظيم ، كان سبباً مباشراً في إرجاعه من المطار ليُعرس بأخته ، وليته ما فعل! ذلك أنه بكلمةٍ واحدةٍ زواجُ صَفقات ، وعلاقة ما أريد بها وجه الله تعالى! فقبل الأخ القطيعة عندما زادت نهلة المِبلة طيناً ، وحجّمت العلاقة للحد الذي لا تأتي منها رسالة إلا: (أريد الفلوس!) ، وجدد أخوها الأكبر نيته أن تكون قطيعة خالصة لله تعالى!

شارك الكتاب مع اصدقائك