هذه الحصيلة من حياة ميللر نُطقت كلمة كلمة عبر الكثير من كؤوس “الجِن والتونك”، والكثير من العشاءات الفرنسية أو الإيطالية أو اليابانية الجيدة، التي تصحبها قَنانٍ وقَنان من ذلك المزيج السائل لأشعة الشمس والعِنَب،
الآتي من أفضل مزارع الكروم الفرنسية حقاً. بعندما اقترحتُ على ميللر، للمرة الأولى، كتابة سيرته، قال: “لكنني انتهيت للتو من عمل فيلم عن حياتي. إلى جانب أنني كتبت قصة حياتي فـي كتبي، أكثر من أي كاتب آخر.” وحين احتججت بأنّ الكتاب غير الفيلم، وبأملي فـي أن يروي قصة حياته، قبل على مضض. وهكذا بدأنا نخلق تاريخاً لحياة هنري ميللر وزمانه فـي هيئة كتاب. مدة ثمانية عشر شهراً تحدّثنا عن حياته – الآن، الأيام الأولى فـي “بيغ سور”، وباريس، ونيويورك. وكانت حواراتنا تتضمن أسئلة وأجوبة عن الكتابة، والرسم، والحياة، والموت. إنّ لي أسبابي الواضحة فـي عمل هذا الكتاب، لكني سألت هنري عن أسبابه فـي المضي معي. قال: “ما دامت كتاباتي هي فـي الغالب عن نفسي، فسوف يتعجّب القرّاء من سبب تجشمي عناءً أعيد فيه رواية حياتي بهذه الطريقة. ولستُ متأكداً من أنني سأقدم جواباً مقنعاً، سوى ما أقوله عبر المحادثة، أي عبر ما يمتلك الفرنسيون اسماً أفضل له (الحوار)؛ ففيها كثيراً ما يتناول المرء الموضوع أو الفكرة من زاوية مختلفة.”