كتاب وثائق الفتح الصلاحي واسترداد بيت المقدس من الفرنجة الصليبيين

تأليف : تيسير خلف

النوعية : الفكر والثقافة العامة

كتاب وثائق الفتح الصلاحي واسترداد بيت المقدس من الفرنجة الصليبيين بقلم تيسير خلف ضمن سلسلة "إصدرات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلاميّة" الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، يأتي كتاب: " وثائق الفتح الصلاحيّ واسترداد بيت المقدس من الفرنجة الصليبيّين: شهادات ومكاتبات وقصائد" للباحث تيسير خلف في 252 صفحة من القطع المتوسط، 2014، كإضافة نوعيّة إلى المكتبة العربيّة، من خلال تناول مرحلة تاريخيّة حاسمة بكلّ صراعاتها، والجدل المثار حول القائد الإسلاميّ صلاح

 ضمن سلسلة "إصدرات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلاميّة" الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، يأتي كتاب: " وثائق الفتح الصلاحيّ واسترداد بيت المقدس من الفرنجة الصليبيّين: شهادات ومكاتبات وقصائد" للباحث تيسير خلف في 252 صفحة من القطع المتوسط، 2014، كإضافة نوعيّة إلى المكتبة العربيّة، من خلال تناول مرحلة تاريخيّة حاسمة بكلّ صراعاتها، والجدل المثار حول القائد الإسلاميّ صلاح الدّين الأيوبيّ. يحتوي الكتاب بعد التوطئة والمقدّمة على أربعة أقسام هي: الفتح الصلاحيّ في رؤى مختلفة، شهادات حول فتح بيت المقدس "الروايات الإسلاميّة، الصليبيّة، والمسيحية"، وثائق الفتح الصلاحيّ، مقتطفات من قصائد الفتح. يشير الدكتور عمر عبد العزيز في توطئة الكتاب إلى أنّ المؤلّف اعتمد منهجاً إبستمولوجيّاً "معرفياً" دقيقاً في استدعاء النصوص الدّالّة على المرحلة التاريخيّة، راصداً الوقائع الأكثر أهمّيّة، وناظراً إلى الحكمة الصلاحيّة في التعامل مع مقتضيات الصراع، بما هو مدوّن ومرصود في الوثائق التاريخيّة. ويضيف الدكتور عبد العزيز إلى أنّ خلف "وقف أمام الفتح الصلاحيّ لبيت المقدس باعتباره محطّة استثنائيّة في التدوين الوثائقيّ المجيّر على المسلمين والمسيحيّين معاً، وقد حرص على إبراز شهادات الخصم، بالتوازي مع شهادات المسلمين، كما أوضح البعد الحضاريّ في قيادة صلاح الدّين الأيوبيّ، وكيفيّة تعامله مع الخصم". لحظة تاريخية نادرة ويذكر خلف في مقدّمته إلى أنّ الفتح الصلاحيّ لبيت المقدس، واسترداده من يد الفرنجة الصليبيّين، لحظة نادرة في تاريخ الأمّة، ولعلّها أكثر لحظات الانتصار في التاريخ الإسلاميّ، وأثبت المسلمون خلاله تفوقهم الحضاريّ قبل العسكريّ، على عدوهم القادم من برد أوروبا القاسي وظلماتها. نجد خلف منقّباً في الرسائل والنصوص التي تحمل بصمة شاهد العيان، ليس فقط في معسكر المسلمين، بل في المعسكر المقابل، معسكر الصليبيين، الذين انبهروا بعدوّهم، ونسجوا من شخصه أسطورتهم الخاصة. يتناول في الرواية الإسلاميّة رسالة القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني، ورواية القاضي بهاء الدّين بن شدّاد المأخوذة من كتابه النوادر السلطانيّة والمحاسن اليوسفيّة، وشهادة العماد الكاتب الأصفهانيّ المجمّعة من مؤلّفاته. الرواية الصليبية أما الرواية الصليبية فهي شهادة أحد أبناء جماعة يبنا، من أتباع أسرة باليان، ويدعى أرنول الذي وقع أسيراً في معركة حطين، ثم نجا، وغادر إلى قبرص، ليصبح قاضياً هناك. يتحدّث عن مشاهداته أثناء فتح القدس، وكيفية التعامل الإنسانيّ والأخلاقيّ للقائد صلاح الدين الأيّوبيّ مع الملوك والأمراء عند الأسر، والحوارات التي دارت بينهم، متطرّقاً إلى فتح عكا، والسواحل، وعسقلان، وتفاصيل عن حصار القدس في مساء الخميس 7 سبتمبر/أيلول 1187 م، واستسلام الصليبيّن، وإحسان المسلمين معهم، من خلال تجسيدهم روح الإسلام السمحة. وجهة نظر مسيحيّي الشرق كما لم ينسَ خلف استعراض وجهة نظر مسيحيّي الشرق، الذي يتقاسمون التاريخ والجغرافيا مع المسلمين، خاصّة أنّه وجد موقفهم ملتبساً وغامضاً، يحتاج إلى دراسات معمّقة للوقوف عليه وفهمه لاستخلاص العبر. وتظهر الروايات المسيحية السريانيّة مشاعر الغضب، والحزن التي سادت في أوساط المسيحيّين حين سقوط القدس بيد المسلمين، وهذه الشهادات للمؤرّخ الرهاوي المجهول، والبطريرك ميخائيل الكبير، والمفريان ابن العبري. ولعلّ الوثائق الستة عشرة في الفصل الثالث، تحتاج إلى قراءة مركّزة، إذ تحتوي على رسائل من عدّة جهات، تصف الوقائع، سواء من صلاح الدّين إلى الخليفة العباسيّ وأهله، أو تلقيه رسائل، بالإضافة إلى مشاهدات جنوده. في الوثيقة الخامسة عشرة يوجّه فيها البابا غريغوري الثامن رسالة إلى المسيحيّين، حيث يجد أن ما حلّ بالقدس، ناجم عن الخطايا التي اقترفها سكّان المنطقة، وكافة الشعب المسيحيّ. مختارات تمجّد الفتح الصلاحي ألحق المؤّلف في نهاية كتابه مختارات من قصائد مجدّت حدث الفتح الصلاحيّ لبيت المقدس، حيث تسابق الشعراء إلى التعبير عن لحظة الانتصار الحقيقيّة هذه، فأتت نصوصهم مشبعة بالإحساس الصادق العميق، وهؤلاء الشعراء هم: العماد الأصفهانيّ، الحكيم أبي الفضل عبد المنعم بن عمر بن حسّا الأندلسيّ الجليانيّ، محمد بن أسعد بن علي بن معمّر الحسينيّ المعروف بالجوّانيّ المصريّ، أبي الحسن بن جبير الأندلسيّ، بهاء الدّين أبي الحسن علي بن محمد الساعاتيّ، القاضي السعيد أبي القاسم هبة الله بن سناء الملك، نجم الدّين يوسف بن الحسن بن المجاور العزيزيّ، أبي علي الحسن بن علي الجويني البغداديّ، وأخيراً تقي الدّين أبي الفتح عمر بن شاهنشاه بن أيوب. يحاول الكتاب أن يستنطق التاريخ بأدوات متعدّدة، وأن يستعيد لحظة نادرة من خلال حرارة الإفادة الشخصيّة، وصدق حروف المكاتبات البريديّة، واستطاع الباحث جمع الوثائق المتفرقة، التي كتبت عن هذه اللحظة المفصليّة في تاريخ الأمّة الإسلاميّة، بطريقة بحثيّة علميّة رصينة، ولم يتغافل عن تقديم كافة الروايات التاريخيّة من وجهات نظر مختلفة، تاركاً القارئ مع أحكامه ورؤيته الخاصّة لهذا الحدث العظيم بقيادة السلطان صلاح الدّين الأيوبيّ، رحمه الله.

شارك الكتاب مع اصدقائك