وضع ما عندى في كتاب أو كتابين؛ كي يتمكن القراء والباحثون والراغبون في المعرفة من الإطلاع عليها والإفادة منها في إزاحة ستائر النسيان التي طمست صفحات مهمة من تاريخ مصر الحديث، وخاصة خلال العقدين اللذين سبقا قيام ثورة يوليو سنة 1952م.وكان من بين أهم هذه الصفحات المطموسة- ولا يزال- صفحتان الأولى هي صفحة اجتهادات وجهود جماعة الإخوان المسلمين في القضية الوطنية المصرية. والثانية هي صفحة اجتهادات وجهود الجماعة نفسها في قضية فلسطين.وزادنى إصراراً على وضع هذا الكتاب استنكاف التاريخ المصري الحديث والمعاصر عن بحث صفحتي القضية الوطنية المصرية، والقضية الفلسطينية من واقع ملفات الإخوان المسلمين ووثائقهم، والاكتفاء بتصوير اجتهاداتهم وجهودهم في القضيتين من مسافات بعيدة، وعبر وسائط أيديولوجية مناوئة لهم.في هذا الكتاب سيطالع القارئ الكريم مجموعة من "الوثائق" والنصوص التي تخض قضية فلسطين في سجلات جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها الشيخ حسن البنا، وقد آثرنا أن نقدم لها بفصل عن الشيخ وجماعة الإخوان، وبفصل ثان عن تصور الشيخ وجماعته لهذه القضية وبرنامجهم السياسي والجهادى للتعامل معها.أما مجموعة الوثائق والنصوص. فقد أوردناها في فصل مستقل بها هو الفصل الثالث، وحرصنا على إثباتها كاملة وموثقة ومعزوة إلى المصدر الذي نقلناها منه، وكلها مصادر "منشورة" خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.وسيشعر القارئ الكريم عندما يقرأ وثيقة أو نصاً من وثائق ونصوص هذا الكتاب أن كلماته لا تزال غضة، وأن معانيه لا تزال طازجة كأنها بنت اليوم، بل كأنها تنتسب إلى الغد الذي ستشرق شمسه عما قريب، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
