كتاب ورثة الفردوس بقلم عبد الحميد كشك ورثة الفردوس قوم من خلاصة خلق الله, ورثوا الرضوان بما قدموا من أعمال كلها عبودية خالصة لله, وعبادة موجهة إليه وحده, وقد حدد الله تعالى صفاتهم في سورة المؤمنون.ومن أول صفاتهم: الخشوع في الصلاة. (قد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون). والخشوع في الصلاة ينشأ عن خشوع القلب
أولًا, وخشوع القلب ينشأ عن عدد من الشعائر الإسلامية تتركز كلها في طهارة الظاهر والباطن, إستعدادًا للوقوف في مناجاة تتسامى بالعبد إلى رحاب سيده سبحانه, وتعرضه لنفحاته المتواترة, وتوفيقه وامداده بنور الهدى, وثبات اليقين. وتبدأ هذه الشعائر من تطهير الثوب البدن, ثم الوضوء, والأدب, وإستحضار لهيبة الإلهيه, إلى غير ذلك من أعمال الإعداد للصلاة, وغيرها من شعائر الإسلام, التى جهلها المسلمون, فاضطربت أحوالهم, ولم يعد لهم خلاص إلا باحكام وتصحيح عبادتهم على الوجه الذي أراده الله تعالى.وقد إستطاع الداعية الإسلامي الشيخ عبد الحميد كشك أن يبرز هذا الموضوع بما يفيد أكبر وأوسع قاعدة ويرجى لها القبول بحوله وقوته, وبما يبصر المؤمن بالقيمة الدنيوية والآخروية لأهل القبلة جميعًا, حتى يتم لهم مايريدون من النصر والتمكين في الأرض, وعلو الكلمة بين أمم العالم كله, وحتى يكونوا حقاً من ورثة الفردوس.