رواية الحالة صفر تأليف عماد فؤاد .. تمثل هذه الرواية نوع من البحث عن أرض ثابتة، عن اليقين، عن الأمان، وفيها ايضا تصوير لحالات بشر غرباء في أرض غريبة ومحاولة كذلك للبحث عن الهدوء والاسترخاء والأمان، والبعد عن التوترات الداخلية التي لا تتوقف، وعن القلق الذي لا يهدأ، وأنا أعتقد أن غياب الأب، ضياعه، مجهوليته، وضياع الأم أيضاً في حالة ميشيل، وهي الشخصية المحورية الأخرى في الرواية، خاصة هو الذي جعلها تعيش هكذا في حالة بحث دائم عن الهدوء واليقين والانفصال عن عالم الكذب والخداع ولو أن ذلك يتم ويحدث من خلال المخدرات والجنس والحرية المطلقة المجنحة بلا حدود أو قيود، وكذلك كان حال الراوي، الذي لا نعرف اسمه، غريب في عالم غريب أيضاً، لكنه يشعر نحو عالمه هذا بألفة واضحة ومحبة ما عرف به ميشيل فيه، لكنه كذلك ضائع أيضاً على نحو ما يفتقر للوطن للثبات، للرسوخ في المعنى.
وهنا تجسيد أيضاً لحالات تغير الوعي والوجدان والسلوك، اضطراب الرؤية واختلال التوازن، العرق والعطش وفقدان الشعور بالألم، جزئية الرؤية وضبابيتها، الإثارة الجنسية، الضحك الهستيري، وحالات التوق والاحتياج الدائم «urge» للمخدر والاسترخاء والاستسلام والسقوط، الكلام الغامض والحروف المبتورة والتساند والاصطدام بالآخرين، تشوش الوعي وتحريفه، وتحول البشر إلى ما يشبه الأشباح والظلال وحالات فقدان الشعور بالواقع، واختلال الشعور بالأنا أو الشخصية.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.