عمل ساخر، بطله الحماقة يحفر في وجدان العبث الذي خصه الكاتب هنا برواية كاملة، تحكي عن وطن، من فرط كبره احتاج إلى حلمين ليدفن، لتكون في آن واحد، منفيستو ضد سلطة مكتفية بنفسها،
ومرافعة لاذعة ضد الهامش. يستحضر فيها سمير قسيمي شخصيات ممعنة في القبح، تلعب أدوارا كاريكاتيرية بصفات موغلة في الغرابة، في زخم أحداث تبدو من فرط واقعيتها متخيّلة، فهي بقدر ما تضحك القارئ تدعوه إلى البكاء، ليخلق الكاتب بفضلها وطنا لا يصبح فيه الناس ولا يمسون إلا على الحماقة. رواية مشحونة بالخيال، مثقلة بالواقع، قاطعت بين السياسيّ والاجتماعي، تقترب من الكوميديا السوداء، كتبت بأسلوب فريد وبلغة آسرة، تتلاطم فيها القصص والحكايات بصنعة سردية مُتقنة، لا تضمن التشويق فحسب، بل أيضا دهشة مستمرة ومتجدّدة، في كتاب لن ترغب أبدا أن ينتهي مع انتهاء صفحاته.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.