رواية الطلياني

رواية الطلياني

تأليف : شكري المبخوت

النوعية : روايات

الناشر : دار التنوير

حفظ تقييم
رغم كلّ شيء ثمّة أمْرٌ ما يربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظّروف والصّدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصّان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللّيّن، تصبح غصنًا أخضر غضًّا يتلوّى كلّما مسّتْه ريحُ الرّغبةِ.

هذه النّبتة الشّيطانيّة مذهلةٌ قُلَّبٌ لا تستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصنًا جافًّا أو جذعًا يابسًا أحيانًا. وتكون أحيانًا أخرى عُودًا منوّرًا طيّبَ الرّيح يجدّد الحواسّ التي تبلّدت.


ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.


واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،


ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقًا هنديًّا مستعدًّا للموت عشقًا. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكانًا لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..


لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئًا دقيقًا عميقًا لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَرًا غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف.

رغم كلّ شيء ثمّة أمْرٌ ما يربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظّروف والصّدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصّان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللّيّن، تصبح غصنًا أخضر غضًّا يتلوّى كلّما مسّتْه ريحُ الرّغبةِ.

هذه النّبتة الشّيطانيّة مذهلةٌ قُلَّبٌ لا تستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصنًا جافًّا أو جذعًا يابسًا أحيانًا. وتكون أحيانًا أخرى عُودًا منوّرًا طيّبَ الرّيح يجدّد الحواسّ التي تبلّدت.


ربّما كان ذلك بعض ما جعل طريقيهما يفترقان في أكثر الأيّام، ولكنّهما يلتقيان في لحظة لا يعرفان سرّها.


واعترفت زينة بأنّ الطلياني يمكن أن تراه في لحظات غضبه كجحيم "دانتي" أو سقوط "أورفيوس"،


ولكنّها تراه في لحظات شهوته عاشقًا هنديًّا مستعدًّا للموت عشقًا. لقد كان شهوة موقوتة لا تعرف متى تنفجر ولا تترك في الجسد مكانًا لا تصله الحروق اللّذيذة أو الشّظايا القاتلة..


لم تصارح زينة عبد النّاصر برأيها هذا فيه. وهو كذلك لم يفعل. بيد أنّ في المسألة شيئًا دقيقًا عميقًا لم تتمكّن من فهمه. فقد كانت تأخذها في البداية سكرة ممزوجة برعدة كأنّها في حالة شطح للذّوبان في جسد عبد النّاصر والانصهار الكلّي فيه. جسده حقل مغناطيس بهيّ ينوّم الحواس ويستنفرها في الآن نفسه. يذهب بالعقل فتتخدّر الأعضاء كلّها. يجعلها تشعر في آن واحد بألم لا يُطاق ولذّة لا توصف. فتستسلم وترضخ. بيد أنّها حالَمَا تثوب إلى رشدها لا يبقى إلاّ ألَمٌ حادٌّ مروّع في أحشائها أسفل البطن، كأنّ إبَرًا غليظةً تنخرها من الدّاخل وتحرّكها يد خفيّة تظلّ تحفر وتحفر ولا تتوقّف.

روائي من تونس أديب تونسي حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015 حاصل على دكتورا الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة . عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة . عضو في عديد هيئات تحرير مجلاّت محكّمة منها مجلّة "إبلا" التي يصدرها م...
روائي من تونس أديب تونسي حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015 حاصل على دكتورا الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة . عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة . عضو في عديد هيئات تحرير مجلاّت محكّمة منها مجلّة "إبلا" التي يصدرها معهد الآباء البيض بتونس و مجلّة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدّراسات العربيّة التّابع لجامعة بوخارست ( رومانيا) له مشاركات عديدة في الندوات العلمية ومقالات منشورة وإسهامات في التأليف المدرسيّ ومعالجة قضايا تربويّة وتعليميّة. من كتبه المنشورة: 1992: سيرة الغائب، سيرة الآتي – السيرة الذاتية في كتاب "الأيام" لطه حسين، دار الجنوب، تونس، سلسلة "مفاتيح" 1993: جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدي، بيت الحكمة، تونس. 2006: إنشاء النفي، مركز النشر الجامعي – كلية الآداب والفنون والإنسانيات، تونس 2006: الاستدلال البلاغي، كلّية الآداب والفنون والإنسانيّات-(وحدة البحث في تحليل الخطاب) ودار المعرفة، تونس ( طبعة ثانية ،2010 ،، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2007 :المعنى المحال ،دار مرايا الحداثة،تونس. 2008:نظريّة الأعمال اللّغويّة،دار مسكلياني ،تونس. 2009 : توجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2010 : دائرة الأعمال اللّغويّة ، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2012 : الأدب المدرسة والإيديولوجيا ، مركز النشر الجامعي ، تونس ( تحت الطبع ). وترجم : 1987: الشعرية لتزيفتان تودوروف، دار توبقال، الدار البيضاء (بالاشتراك) / الطبعة الثانية 1990 1995: تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة، دارالجنوب، تونس، سلسلة "معالم الحداثة" 2010:المعجم الموسوعيّ للتداولية،المركز الوطنيّ للترجمة ،تونس(بالاشتراك)