رواية بحيرة الملائكة بقلم محمد فتيلينه .. ... عاد الحنين بالأم إلى أرض منْبتِها ، أرضٌ ساد جوّها العنبر واللّيمون وتعلوها سُحب الياسمين... ذكّرها صوت الرّاهبة بالوديعات الفرنـسـيات اللائي كنّ في كنفها بأمر الأمير عبد القادر، حين كان سـيفه يُدافع عن بيدائه وأهله. لن تنـسى الأم ـ مُطلقا ـ حوار الأنفاس والأرواح، برغم إبهام اللّغة، ولكن ما اللّغة إلاّ طارئ في عالم النـسـيان... بدأت الشّمس تُهدي رذاذها، كشذراتِ بُحور الشّعر وأنغام العشق، التي أهداها لامارتين ، في مثل هذا الشّهر منذ ثلاثين عاما، للمرأة التي آوى إليها قلبه، ولا يزال يذكر حين نظر إليها من شُرُفاتِ عيونها، وهي تقول على هذه الضفة الملائكية:
ـ سوف أعالجُ في باريس، وأعِدُك بالمجيء سريعا..
رحلة عبر الزمن تقودها أرواح ملائكية سامية كسمو الأمراء وبليغة كلغة الشعراء. رحلة الحب والأدب ...والعناء. كلها تتلاقى عبر سيل من الأحداث يتريث من حين إلى حين قبل أن يلج في محطات مكانية وزمنية تنطلق من الجزائر نحو فرنسا لتعود من جديد إلى شمال إفريقيا مرورا ببحيرة الملائكة. بحيرة ملأها الشاعر والأمير بالألفة والتسامي والتسامح...والغموض. لغتها الشعر وعبقها رهبان وأئمة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.
