سأتّخذ الوحدة وطنًا ويبدو أنّي سأظلّ ما حييتُ أحيا في وحشته، هذا الوطن ملاذ الموجوعين، يتفهم أوجاعك الدفينة، يعطيك الحرية المطلقة للبوح بما يجول في ركنك المنسي، وخاطرك المركون على ضفاف ذلك الوادي الحزين. الوحدة حيث الصراحة المطلقة، والصدق المريح، حيث لا ترتبط ترنيمة أنفاسك بأنفاس المشجعين ولا المحبطين، لا نفاق في وحدتك، ولا شفقة تجرح كبريائك، لا مدعين ولا دعاة ولا قلوب متحجرة، لا أحد يقذف حجرًا على وحلِ ماضيك، كل شأن فيك مؤتنس فيك.
ما أجمل وحدتي لو اتّخذتها وطننا قبل أن أغدو طريدة لمكائد الهجر وماديات الحياة، نكتشف جماليات الأشياء بعد أن نصبح بعيدين عنها، لكن لا بأس، جهدٌ مضني وسأعود لموطني الجديد.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.