رواية حصيلة الأيام بقلم إيزابيل الليندي .. (كل حياة يمكن أن تروى كرواية, وكل شخص منّا هو بطل أسطورته الخاصة. في هذه اللحظة, وأنا أكتب هذه الصفحات, تراودني الشكوك, هل جرت الأحداث مثلما أتذكرها ومثلما أرويها.) هكذا تبدأ إيزابيل الليندي سرد ذكرياتها, بعبارة لا تخلو من تأكيد في بدايتها, وتنتهي ذات العبارة بشجاعة القدرة على التشكيك. فمن جهة تمتلك الليندي ثقة التأكيد على أن كل حياة هي رواية متسلسلة, ومن جهة مقابلة تطرح الشكوك حول صحة أو دقة تلك الأحداث المروية.. فكيف تغلبت على ارتيابها ذاك?
تذكر إيزابيل أن مراسلاتها مع أمها كانت ذات أهمية بالغة في المحافظة على طزاجة الأحداث . تلك الرسائل التي كانت تجري غالباً بشكل يومي ما بين الابنة القاطنة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا, والوالدة في تشيلي. لأن فيها نوعاً من التمرين على تعزيز الذاكرة (هذه الغمامة الضبابية التي تتلاشى فيها الذكريات, وتختلط وتتبدل, ويتبين لنا في نهاية أيامنا أننا لم نعش إلا ما يمكننا أن نتذكره).
فالكتابة ولا سيما في تفاصيل حيوات ودقائق أمور ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض, ولذلك تعترف (أقضي عشر ساعات في اليوم مسمّرة إلى كرسي أقلب الجملة مرّة وألف مرّة كي أتمكن من رواية شيء بأشد الطرق الممكنة فعالية. أعاني في الموضوعات, أغوص بعمق في الشخصيات, أتقصى, أدرس, أصحح, أحرر, أراجع ترجمات..).