رواية حياة عادية بقلم عاطف فتحي..للوهلة الأولى تبدو الرواية كأنها سيرة ذاتيه لمؤلفها, لكنها ليست كذلك .. إنما تروي حكاية جيل الأربعينات, ذلك الجيل الذي ولد في نهاية الحرب العالمية الثانية ( 1939 - 1945 ) ليعيش بعدها أحدث ثورة يوليو 1952 ,

ويعيش انتصاراته فى أعقاب حرب السويس 1956 ,
وتحولتها لتحقيق العدالة الإجتماعية كما كانت تراها ,
وإخفاقاتها وهزائمها فى عام 1967 ,
ويحمل على عاتقه عبء إزالة اثار الهزيمة باسترداد
الأرض فى حرب أكتوبرعام 1973,
وتسرق منه مكاسب تلك الحرب خلال التحولات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية,
التى عاشتها مصر فى أعقاب الانفتاح عام 1974 ثم اتفاقات سلام كامب ديفيد.

هذه الرواية تحكي
(( بطل من زماننا ,
يعيش التحولات العنيفة التى يمر بها وطنه مصر عبر نصف قرن من الزمان.

ففى الوقت الذى نرى فيه تجربته الخاصة مع الحياةوالموت والحب والحرب.

وتنعكس التجربة العامة والتاريخ الأجتماعى والسياسي لمصر كلها ,
وتبرز حيوية واصالة الشخصيات التى تصنع الأحدث ,
وتتمحور حولها ,
مثل شخصية (( العم يوسف )) ساعاتى شارع محمد على
( اليسارى ) ,
الذى اتقل مرارا فى عهد عبد الناصر وشخصية (( الأم ))
التى تصعد من أدنى درجات السلم الأجتماعى,
لتصل مع وصول الإنفتاح إلى قمة الهرم الطبقى من حيث الثروة والنفوذ .

وشخصيات المقاتلين البواسل والجرحى والشهداء
احمد الفينو وعادل برسو فى حرب 1973
الذين غسلو عار الهزيمة ..

وأخيرا شخصية الزوجة والحبيبة ,
رفيقة الصبا والشباب التى يفقدها بطلنا
بعد صراع مع الداء العضل,
ليعانى الوحدة وهواجس الشيخوخة فى أخريات العمر
- هذه الرواية هى حكايات ثرية عن حيوات انسانية
(( غير عادية )).