"أن تكون إرهابيًّا برتبة انتحاريّ للحظة. أن تضع نفسك في مكانه وزمانه. أن تجرؤ على صوغ كلماتٍ من صميم أفكاره ومشاعره. ألّا تُنصِفه، ولا تُبرّر له، ولا تَتعاطف معه.
. وبعد، أن تكتب روايةً مؤثّرة، تستقي أحداثها من قلب الواقع، وبدل أن تتأثّر بها، تبقى محايدًا. فعندما يغوص الروائي في باطن شخصيّة خليل المعقّدة، الخطأ ممنوع، والحِرص مطلوب. تبدو قصّة خليل مألوفةً. تُحاكي بتفاصيلها حياة عائلاتٍ بأسرها هجرت جذورها بحثًا عن وطنٍ يحضنها، فكانت الخيبة أفضل ما وجدت. قصّةٌ مألوفة ربّما، إلى أن يسلك بطلها طريق التطرّف، سعيًا خلف فُتات احترام وشأنٍ مزعوم في المجتمع. روايةٌ تطرح تساؤلاتٍ مشروعة عن التهميش والاندماج الحقيقي في مجتمعات مختلفة، وعن إحباط الشباب في الهجرة وشعورهم بالفراغ والغربة، وعن تفكّك الأسرة والإرث اللعين الذي يتركه الأهل لأولادهم من قنوط وأوهام، وعن العقيدة عندما تكون مجرّد مهرب من التفكير بالأسوأ، وعن حتميّة العنف والحرب والموت للعبور إلى غدٍ أكثر إشراقًا. وفيما يرافق القارئ خليل في دهاليز رحلته الشاقّة هذه، يحدثُ بين سطرٍ وآخر أن يقوم بأجمل الاكتشافات وأكثرها دفئًا، عن الروح التي تتخطّى الجسد، وعن الأمل الشافي وإن غاب."