رواية ذبح القوارير بقلم علي الياسين..راحت تمسك بدلوها الصغير, دون ظان تزيح أنظارها عني, كانت تحفظ المكان عن ظهر قلب حيث يوجد ذلك الدلو البلاستيكي الصغير وصنبور الماء المنزوي في احدى زوايا الشرفة كما كانت تحفظ أماكن كل زهرة من زهورها. سقتها من قلبها قبل يديها. كانت تحاول ان تدلي بدلو حبها الكبير عبر تلك الزهور المحظوظة , تحاول أن تعيد اليها الحياة من جديد كما عادت السعادة اليها بكل عنفوانها. انهمر الماء متدليا" من سطح الدلاء الصغير التي تحتضن تلك الزهور منذ يوم ولادتها. ربما شغفها الحب ونسيت المقادير اللازمة , تلك المقادير التي اعتادت عليها في حياتها القديمة, او ربما كانت تحاول ان تنتقم من تلك الايام الماضية بأكبر كمية ممكنة من المياه والحب, كأنها كانت تحاول ان تغرق ذلك اليأس والموت تحت جذور أزهارها.