نبذة الناشر: يشير إدوارد سعيد في مقدمة دراسته الفذة حول "الاستشراق" إلى حقيقة أن التعميم في النظر إلى كتابات المستشرقين غير علمي، إذا "كان ثمة (وثمة الآن) شرق لغوي، وشرق فرويدي، وشرق إشبنغلري، وشرق دارويني، وشرق عرقي... الخ، لكن لم يكن ثمة أبداً ما هو شرق صاف غير
مشروط". لعل الشرط الرئيسي في جل كتابات المستشرقين، الأدباء منهم خاصة، هي النظرة المسبقة والدونية للشرق الذي نظروا إليه كرمز لكل ما هو غرائبي وشاذ ومنحرف. بطبيعة الحال لا نحاول أن نبرر شيئاً هنا، لكن الانفتاح الفكري على الآخر يستدعي سعة صدر لسماع ما يقوله مهما كان. وقد كانت الغاية من ترجمة هذا النص أسلوبه الأدبي الشعري الرفيع أكثر من فحواه وما يعكسه من نظرة استشراقية. كما أن الإنصاف يستدعي أيضاً أن ننوه بصدق غي دو موباسان في نظرته للاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر أيضاً، فلم يرسم صورة بالأبيض والأسود لمشاهداته، وأصاب نقده الاستيطان والاستعمار الفرنسي كما العرب، الذين من الجلي أن نقده لهم ينم عن عدم معرفة كاملة بثقافتهم. لذا كانت أحكامه قاسية وجائرة.