ينقل إلينا موباسان صورة أمينة للحياة . إنه لا يوجه اهتماما خاصا بتحليل شخصياته وإنما يعرض علينا الناس كما هم، يسلط عليهم أضواء تكشف عن دخائلهم دون أن ينفذ هو إلى أعماقهم ، إنه يترك لنا هذا النفاذ . ولن نغوص في قرارات نفوسهم لأن أنوار موباسان قد أكسبت شخصياته شفافية تامة.
وحسبنا أن نلقي نظرة لنرى كل شيء. إنه يرسم لنا أناسا من عصره ومن وطنه ولكنه عرف كيف يكسبهم صفة العموم فصاروا من كل عصر ومن كل وطن وأصبحنا نرى أنفسنا نحن أهل القرن العشرين في أقاصيصه الممتعة. إنه يقدم إلينا أنماطا من البشر يمثلون الطبيعة الإنسانية في كل زمان وفي كل مكان.