رواية سكة سفر من تأليف علي حزين .. أن تكون حراً طليقاً كالعصافير والفراشات تحلق بعيداً عن الواقع ولو لوقت قصير جداً ,
أو لفترة محدودة أكيد هذا شعور لذيذ جداً , وإحساس رائع وجميل , ...
قطار رقم "80 " مميز/ القاهرة / أسوان/ يخرج من المخزن ببطء شديد والناس تقفز فيه وهم يعتركون ويتدافعون على المقاعد والأماكن , والقطار ممتلئ عن آخره بالركاب ...
وأنا أجلس في مكاني في وضع استرخاء بهدوء يشبه الفتور واللامبالاة , غير عابئ بما يحدث , وتلك ربما تكون من أسوأ عاداتي أحياناً ,.!..
والقطار ممتلئ عن آخره بالركاب ...
" لمن لا يعرفني أنا من هواياتي المفضلة دائماُ حين أكون في سفرٍ أحبُ أن أتابع وأرصد كل شيء يمر بي , وما يحدث , وما يدور حولي , بتدقيقٍ وتأمل عميق في هدوء تام " , " .....
ثمانية أيامٍ بلياليها سأكون فيها حراً طليقاً , ثمانية أيامٍ سأكون فيها ملك نفسي, وفقط ...
نظرتُ لصديقي النائم على كرسيه بجواري وهو لم يزل يغط في نومه وقد انتفخ بكرشه وشخيره ....
أخرجتُ علبة السجائر التي اشتريتها من تحت المحطة وأنا في طريقي إلى القطار, أشعلتُ منها واحدةً وأنا أتابع الزحام والتدافع علي الأبواب , والقطار مُلِيء جوفه بالجلبة والصياح ..
يتمكن بعض الركاب من الجلوس علي الكراسي, والبعض الآخر ظل واقفاً متململاً , قلقاً , حائراً يبحث عن شيء ما .. وبعض الركاب أخرج رأسه من النافذة لينادي على ذويه بصوت مرتفع , وهم يلوحون له بأيدهم في شارةٍ منهم بأنهم هاهنا .....؟!! .............
ها هو مفتش القطار "الكمسري" يظهر في العربة مُقطّباً الجبين زاماً بين حاجبيه وهو يدفع الناس بيده ليفسح الطريق له وفي ذات اللحظة يقطع لهم التذاكر, وهو لم يزل جازٍاً على أسنانه , يستحث الناس علي إخراج النقود بسرعة حتى يتمكن من قطع التذاكر لأكبر قدر ممكن من الركاب, ثم يجتازهم حتى يقطع لغيرهم , وفي نفس ذات الوقت يُجلِس الركاب الواقفين في الممر على الكراسي الفارغة والتي أحجزها بعض الركاب لذويهم ... وكان الزحام على أشده ......