"كلما سافر يأتي لي بالسردين المخلل، فنلف السمكة الصغيرة بخبزة، ونضع معها كبيس الفلفل، ونجلس على رصيف من الأرصفة لنستمتع بمذاقها الحارق الذي يخرج من الأنف. ضحكت كارمن وقالت: قد تنسى المرأة رجلاً أطعمها العسل، لكنها ستتذكر دائماً ذلك الذي علّمها أكل السردين
المخلل! قامت لتنام، وعدنا أنا وعبّود بحكاياتنا إلى الرقّة، ورحت بين ضحك وبكاء، فكان يأخذني بين ذراعيه ويهدهدني. يمسح دمعاتي ويشبك كفيّ بكفّيه الصافيتين، ويقبّل مراراً أصابعي واحداً واحداً، ويمسّد شعري بحنوّ كأنني رضيعة. منحني العزاء بأمّي، وأنساني ما ارتكبناه بحق جدتي. لقد كان عبود الكائن البشري الوحيد الذي أسكن روحي الجنة".
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.