رواية عفار بقلم حياة الياقوت.."طوفان من الوجوه المتدرجة من الأسمر الغامق حتى الأدلم التام. يأخذ في اعتياد الجلد الغامق. "تتكيّف العين البشرية بسرعة كما يتكيف الجسد" يقول معاذ لنفسه. يُخرج خزين الأسماء من ذاكرته: موسى عليه السلام. لقمان الحكيم. بلال بن رباح، أسامة بن زيد بن حارثة، أم أيمن، مهجع بن صالح مولى عمر بن الخطاب، عامر بن فهيرة، وحشي، النجاشي، رضي لله عنهم. عنترة. سُحيم. نفطويه. الجاحظ الذي ألف رسالة بعنوان “فخر السودان على البيضان”
. ثورة الزنج. كافور الإخشيدي. نظرية ابن خلدون في تأثر طباع العِرق بالمناخ. أوباما الخُلاسي. محمّد علي كليه. مالكوم أكس. حكيم عليوان. مارتن لوثر كنگ. وزرا بانكس. نلسون مانديلا. لاعبوا كرة السلة العماليق. العداؤون الأفارقة اللابطين بأرجلهم الطويلة.
يسارر نفسه: "ماذا نعلم عن السواد نحن؟ نحن الذين إذا سئلنا عنه دبّجنا الكلام عن بلال بن رباح رضي لله عنه، وعنترة بن شداد، وإذا غضب بعضنا من شخص غامق البشرة وصفوه بالعبد! قديما، كان وجود العبيد والإماء في الكويت اعتياديا حتى العشرينيات، حين صدر قانون بحظر استيراد العبيد. لكنَّ الأمر استغرق وقتا معتبرا حتى يخلو المجتمع من العبيد."