رواية عنكبوت في القلب

تأليف : محمد أبو زيد

النوعية : روايات

رواية عنكبوت في القلب بقلم محمد أبو زيد.. الرواية الثانية للشاعر "محمد أبو زيد" بعد عدد من الدواوين الشعرية الناجحة .. صادرة مؤخرًا عن سلسلة إبداعات قصصية التابعة للهيئة العامة للكتاب


يشار إلى أن "أبو زيد" يتتبع في روايته مصائر شخصيات ظهرت من قبل في دواوينه، ويقدم بعض فصول روايته بمقاطع من قصائدها، في إشارة إلى الترابط بينها.

وتتبع الرواية مصير شخصين يعيشان على أطراف الحياة، التقيا صدفة، ليجدا نفسيهما في مواجهة عالم فانتازي غرائبي لم يختبراه من قبل.
نقرأ من الرواية
لم تحب ميرفت شيئاً في حياتها مثل العناكب والقطط الضالة والتماسيح وآثار الأقدام الحافية على الرمال ومشاهدة الكتاكيت الصغيرة، وبنسات الشعر الملونة.

لم تستطع أن تقتني تمساحاً في البيت لضيق المكان، فرتبت الأركان بيوتاً آمنة للعناكب. تدق على أبواب شقق الجيران وهي تمسك في يدها ممسحة الجدران، تقول لهم وهي تبتسم خجلاً: هل من الممكن أن أنظف الجدران؟، وقبل أن يجيب أحد تكون قد أصبحت داخل الشقة بالفعل، ترفع عصاها إلى ركن الحائط، وتلفها بحرص حول بيوت العناكب الموجودة. وعندما لا تجد تهز رأسها آسفة مصدومة وتغادر من دون حرف واحد.

"الفتاة الطيبة، التي تحب النظافة بجنون، لدرجة أنها تنطف جدران جيرانها"، هكذا يلقبونها. ينطقون الجملة هكذا مرة واحدة دون نسيان حرف أو تقديم كلمة على الأخرى، لكنهم لا يعرفون أنها تخرج بسرعة من منازلهم، ليس تأدباً فقط، أوحرجاً من الفانلات الداخلية التي يرتديها الأزواج، لكن خوفاً على العناكب من الموت. تدلف بسرعة إلى غرفتها، تقرفص على الأرض، وتخرج العناكب من طرف المنفضة، وقد تضمد ذراع أحدها، إذا كان قد أصيب، وهي تعتذر له، ثم تضعه في مرطبانات بلاستيكية أعدتها لهذا الغرض.

وحتى لا يقول أحد أن ميرفت تقتل أو تسجن العناكب، أرد بثلاث توضيحات؛ الأول: أنها حاولت اختراع آلة لالتقاط العناكب من الأركان دون أن تؤذيها إلا أنها لم تستطع تشغيلها. الثاني: أنها فشلت في أن تحصل للآلة على براءة اختراع لها من أكاديمية البحث العلمي. الثالث: أنها تترك المرطبانات ليلاً مفتوحة، لأي عنكبوت يريد أن يخرج للتريّض.

أما بنسات الشعر الملونة، التي لا تحب أن تضعها في شعرها، فقد ملأت بها مرطباناً كبيراً، كما صنعت منها خريطة كبيرة للعالم على حائط غرفتها، كل دولة بلون، تقف لتتأملها كل يوم، وتقرر أن تزور دولة جديدة بلون جديد، فتبدأ البحث عن المزيد من البنسات لتملأ مكانها على الخريطة.

........................
محمد أبو زيد، شاعر وكاتب صحفى، صدر له "ثقب في الهواء بطول قامتي، شعر، سلسلة إبداعات، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2003،
ونعناعة مريم، شعر للأطفال، كتاب قطر الندى، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2005،
وقوم جلوس حولهم ماء، شعر، دار شرقيات، 2006،
ومديح الغابة، شعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007،
وطاعون يضع ساقا فوق الأخرى وينظر للسماء، شعر، دار شرقيات، 2008،
وأثر النبي، رواية، دار شرقيات، 2010،
ومدهامتان، شعر، دار شرقيات، 2011..
مقدمة في الغياب ، شعر، دار شرقيات 2014
سوداء وجملة ، شعر ، دار شرقيات 2015
الأرنب خارج القبعة، عن الكتابة، مؤسسة هنداوي ،2016

شارك الكتاب مع اصدقائك