رواية قادوس الطحين تأليف محمد فرحات .. تدورالرواية عام1864 اقتباس من الفصل (الثاني والخمسون) جلست صابحة على ركبتيها أمام ماجور فخاري كبير تقلب العجين بكلتا يديها، ولما خارت قواها قامت عنه بعدما غطته، تحاملت في مشيها إلى صحن الدار المفتوح إلى السماء، فيه نخلة تضرب بشواشيها عنان السماء، وقد تدلى منها عراجين البلح التي تشبه عنقود عنب كبير، لما اقتربت صابحة من الطيور ازدحموا حولها، فزحفت يديها أعلى الفرن لتمسك حزمة برسيم صغيرة بيد وبالأخرى منجلًا حديديًا، جلست إلى الفرن وأراحت ظهرها له، وأخذت تجز بالمنجل حزمة البرسيم لتسقط في حجرها نتفا صغيرة، ثم تلقي تلك النتف لطيورها، منذ الصباح الغربان تنعق، والقلق يضرب نياط قلبها ولاتدري لما، فيومها رتيب ككل يوم لا جديد فيه، تعالت طرقات سريعة ثقيلة على الباب، تحاملت على نفسها حتى وصلت إلى الباب وقلبها يكاد يقفز من صدرها، وما إن فتحت حتى سحبها عرفة من يدها دون كلام، وصعد بها إلى الدوار، ألقي العمدة على مسامعها ماقالته زينة، تلجلجت صابحه قائلة: - كذبت، ورب الكعبة.... رواية قادوس الطحين
