لم أصدّر رواية من قبل، لكن هذه الرواية كان لا بد لها من كلمة، بل شهادة. هذه الرواية وصلت إلينا في مسودتها الأولى تحت عنوان "الآن أتعافى" ، لكن المؤلف قرر لسبب يعلمه الله أن يغير عنوان الرواية في نسخة العمل النهائية، ليصبح "قبل الفراق بخطوة". كان هذا قبل وفاتهِ ببضعة أيام،
وكُنّا نميلُ كناشر للعمل إلى العنوان الأول، لكن بعدما صعقتنا وفاة الكاتب أحمد مدحت قبيل أقل من شهر من صدور الرواية، أدركنا أن تغيير الاسم كان رسالة من روحه إلى العالم، فصار العنوان الذي حدده كاتبه.
"قبل الفراق بخطوة" روايةٌ انسانية، وضع فيها أحمد نماذج عديدة للصراعات البشرية، وتقلب الإنسان بين خيره وشره، وكيف تمسّك البطل ببشريته المسالمة وسط عالم يموج بالصراعات، كأنه يوصينا في كلمته الأخيرة بأن نستمسك بالخير وسلام أرواحنا، تلك الرسالة التي قدمها أحمد رحمه الله قبل الفراق، بخطوة.