رواية لا أراني للمؤلفة أمل الأصيل وقفتُ كثيرًا أمام المرآة وتسائلت: لماذا هذه السحابة في وجهي؟ ولماذا أنا؟ لا بد وأنها قد جاءت هنا عن طريق الخطأ، فالسُحب مكانها الوحيد هو السماء وليس وجوه البشر... وفي أوقات كثيرة أخشى أن تتطور حالتي؛ فمثلًا إذا غضبتُ قد يخرج من وجهي برق يُصيب الآخرين فيعمي أبصارهم، وإذا ضحكتُ قد يخرج من
فمي رعد يصم آذانهم، وإذا بكيتُ قد أُمطر فأُغرقهم... بوجه على هيئة سحابة، قد أُصبح خطيرة في أي وقت تستيقظ بطلة الرواية ذات يوم لتجد أن وجهها قد تحول لسحابة؛ هي الوحيدة التي ترى وجهها على هيئة سحابة... تخشى أن يكون هذا مرضًا قد ينتشر بين الناس فتضيع ملامحهم، ويضيع معها أكثر الأشياء التي نستخدمها لنتعرف بها على الآخرين... وتُحاول طوال الرواية العثور على هذا الوجه الضائع منها في هذه الرواية تتطرق أمل الأصيل لفكرة فَقْد الملامح، الذي يُعَد فَقْدًا للهوية، وكيف ستتعامل بطلة القصة مع هذه الحالة: هل ستتقبلها، هل سترفضها، أم هل ستتصالح معها؟... هذا ما ستعرفونه من خلال صفحات هذه الرواية