لا شيء أبداً يمكنه أن يُقلِق الأرواح العقلانية للشعب الذي عاش أجمل أيام حياته وأطولها.لاشيء إلا هذا الجُبن الأثير على قلب المدينة التي اعتادت أن تفتح أبوابهاالمغلقة وفخذيها الضخمتين لمن يدفع أكثر. حقاً ،
لا شيء يثير القلق إلا العيون الفوسفورية للذئاب المتكاثرة التي تحيط بالقبر المحفور حديثاً والساقط في مرارة السواد المُعمي ، والتي تتأهّب للانقضاض على الجثة المقدَّمة إليها . في الصمت الذي تلا صوت جسد ساقط كشجرة يابسة ، فرّغها الزمن من نسغها، امتزج الموت بكسوف الشمس، تاركاً المجال لغناء وطني قديم يخرج مكسّراً ومحطّماْ من صخرة قديمة من الجبل المقابل لجبل الذئاب القديم. مضيق المعطوبين صورة لجزائر اليوم تجتازها الأسئلة الوجودية التي تبقى معلّقة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.