رواية معتوق الخير بقلم حجاج أدول رواية من مجلدين في أكثر من ألف صفحة للكاتب النوبي حجاج حسن أدول، صدرت طبعتها الأولى سنة 2002 عن المجلس الأعلى للثقافة، ضمن سلسلة "إبداعات التفرغ" تصور المجتمع النوبي أواخر العهد العثماني، تصويرا دراميا يرصد "جدلية" الثبات والتحول فى هذا المجتمع، على نحو من العمق والشمول لم يتحقق لعمل روائي من قبل. تشتمل
الرواية على تحليل كاشف لصورة الفرد في مرآة القبيلة، وصورة القبيلة في مرآة الفرد، وذلك من خلال القيم والعادات الفاعلة المستقرة في ناحية ومن خلال التمرد الفردي الدائم في ناحية أخرى، بحيث تكون النتيجة أن الأفراد -متضامنين مع المجتمع- يدفعون في نهاية المطاف ضريبة خروجهم على أعراف المجتمع أو إذعانهم لها، كما أن المجتمع يدفع –ضريبة فرد مظلة حمايته على أفراده أو جنوحهم خارج تلك المظلة. والحبكة القصصية للرواية حبكة "عنقودية" تتألف خيوطها وتتقاطع، مشكلة طرائق يفضى بعضها إلى بعض، ومنتجة شبكة من العلاقات، سداها ولحمتها الأحداث والمواقف الكائنة في الأمكنة والأزمنة، والتي تقوم بالفعل فيها مجموعة هائلة من الشخصيات، التي تتوازى حياتها وتتقاطع في مجرى الرواية على نحو متوازن بديع، ترفدها قوة مؤثرة من عناصر الطبيعة الأم: النهر والجبل، والشمس والقمر والنجوم، والطيور والحيوانات والنباتات والأشجار، والرياح والأمطار، وتقلبات الطقس، ودورة الفصول، محسوبة بمواسم الفيضان، ومواسم الحصاد. معتوق الخير رواية ملحمية فيها الإيقاع المتناسق لعناصر اللغة، بين تقرير وتصوير، وعناصر الطبيعة بين رفق وقسوة، وعناصر البشر، بين خير وشرير، وهى خامة عريضة جدا تنتظم بين دفيتها نبض مجتمع محلى، فيه من الحيوية ومن "الواقعية السحرية" مل يجعله رمزا للمجتمع الإنساني بأسره. وهى تحتل مكانا مريحا إلى جانب روايات مرموقة فى الأدب العربي الحديث أمثال ثلاثيتي محفوظ وفتحي غانم.