المطلوب أن أتحدث ما دام حديثي يطربك وأن أكف عن الحديث بمجرد تحوله إلى ثرثرة مكررة. المفروض أن أقترب ما دامت كل امرأة غيري قبيحة وأن أختفي بمجرد عودة النساء إلى جمالهن، المفروض أن أقنع بالشبر المخصص لي في حديقة روحك، وأترك المساحة الباقية لجدتك وخالتك وبقية أفراد الأسرة الكريمة. المفروض أن أعرف متى تريد أن تنام معي ومتى تفضل النوم مع كوابيسك، أو مع جين، أو مع شيتا... المفروض أن أقبل أنكم تتغير ليلة بعد ليلة، وأن أتغير معك... وتقول لي بعد هذا كله إني لا أستطيع الفرار منك لأنك كل مرة شرفني جسدك فيها بلمس... هو اسمعي! إسمعي! أن الذى قررت أن أذهب".
هما هو عنوان هذه الرواية التي بين أيدينا والتي يدون فيها القصيبي حواراً بين رجل وامرأة من أهل التمثيل الرجل مؤلف وممثل والمرأة ممثلة مشهورة، وهذا ما أتاح للقصيبي أن يستعرض من خلالهما أحوال ميدان أهل الفن، وميدان الصراع فيه، كما وأتاح للقصيبي أن يحول الرواية إلى ميدان لحرب أزلية دامية بطلاها رجل وامرأة يتصارعان على الحياة ويقدمان آلاف الشواهد والتأويلات المعاصرة والقديمة لنصرة قضية تحرير المرأة وصراعها مع الرجل.
رواية هما - غازي عبد الرحمن القصيبي
النيل والفرات:
"هي: وماذا عني أنا؟ ماذا عن هذه المرأة التي أحبتك من عشرة أيام أو عشرة شهور أو عشرة سنين؟ ماذا عن مشاعري أنا؟ وحريتي أنا؟ وعالمي أنا؟ المطلوب مني أن ألمسك عندما أشعر أن اللمسة ستكهربك، وأن ابتعد عندما اشعر أن اللمسة ستقززك. أن اكتشف هذا بحاسة جديدة سابعة أو ثامنة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.