رواية لعنة اليربوع بقلم فضيلة ملهاق ..… وعايشنا حكايات ألف ليلة وليلة، ومدنها السحرية، مع منظر الحرفيين القابعين على جوانب جدران الزّقاق، والقصور ذات اللون الأحمر المرجاني المكتسح، والتفاصيل المعمارية البديعة… واكتشفنا تقنيات مذهلة في التعامل مع الطبيعة وظروفها، تحفظ للبيوت جوّ الانتعاش والطراوة، على الرغم من الارتفاع الحاد لدرجة الحرارة.
سرد علينا مختار قائمة طويلة من الأماكن التي نصحنا بزيارتها، فأدرار تزخر بتراث عريق، وفنون شعبية متميزة، لكن برنامجنا لم يكن يسمح بغير البقاء في رقان، أخذنا الطريق الوطني رقم 6 واتّجهنا جنوبا.
رُحنا نقطع بساطا ممتدا من الرمال والصخور، تحت لهب الشمس، ووهج الإبهار، ووسط سكون مهيب، نادرا ما يقطعه أزيز محرك سيارة، أو أصوات بشر. قطعنا مسافة تزيد عن المائة وخمسين كيلومترا لنصل إلى مدينة “رقّان”، عجوز الإبل أو مراح الإبل، كما ورد أصل تسميتها في الأمازيغية.
أدركنا أخيرا معنى أن تكون جزء من المنطقة التي تسمى مُثلث النار، “أدرار” و”عين صالح” و”رقان”، فهي تُعدُّ من أكثر المناطق حرارة في العالم، ومن أشدها جمالا وسحرا أيضا، وعشنا ميزة اللحظة حين تتطلع إلى واحة خلابة، وسهل خصب عريض، وتنغرس فيها أبنية ضاربة إلى الحمرة، تتناغم مع لون حبات الرمل المحيطة بها، بشكل يُبديها كقطعة شفق منقوشة على بساط من العقيق الأحمر والياقوت….)
