واليوم ما أحوجنا إلى العالِم القدوة، أمثال الحسن البصري رحمه الله، علَم من أعلام التابعين، اشتهر واستفاضت شهرته علماً وأدباً وزهداً وورعاً؛ فكان القدوة والمثل لعلماء الأمة من بعده.
وهذا المؤلَّف باقة زهر من حياة هذا الإمام، جمعها لنا الإمام أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى.
بدأ بذكر منشئه ووصف أحواله وأفعاله، ثم ذكرِ ما أورد من آداب وأخلاق، ثم ذكر ما أورد من الحكم والمواعظ.
ثم بيَّن ذمَّه للدنيا ونهيه عن التعلق بها، وما روي عنه رضي الله عنه في قصر الأمل، وما ذكره في الدعاء، والاستغفار، والنهي عن التصنع، والرياء، ثم ذكر ما روي عنه في الخروج على الأمراء.
أما المحقق فقد قدَّم ترجمة موجزة عن حياة المؤلف.
ومن ثَمَّ قام بتحقيقه والعناية به، حيث خرَّج الآيات والأحاديث التي فيه، كما ترجم لأكثر أعلامه، وشرح الغريب، وعلَّق على بعض المواطن التي تحتاج إلى توضيح وبيان.
وخدم الكتاب بجعل فهرست لما جاء في فصوله.
ينصح به: كل طالب علم يبحث عن قدوة ليقتدي به، وينتصح بنصائحه.
كتاب آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه تأليف مجموعة مؤلفين
كتاب آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه بقلم مجموعة مؤلفين..من فضل الله على هذه الأمة أن جعل في كل زمان ومكان أهل علم يدعون من ضلَّ إلى الهدى، يبصِّرون بنور الله أهل العمى، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
إن أمتنا اليوم تمرُّ بفترة عصيبة مظلمة، نعيشها مسترقين النظر مطرقين، خجلين من ماض حافل برجال نعتزُّ بهم، أئمة في العلم والتقى والزهد والورع والجهاد والبطولة، سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، هم القدوة والمنهج.