كتاب أبناء البكاء للمؤلف ياسر ثابت هذه شخصياتٌ من لحمٍ ودم، ومن مدحٍ وذم، لكنها تُرمم ملامحها داخل النصوص. أكتب عنهم، بعد أن امتلأت بئرُ النفس بزيتِ التجربة. أكتب عنهم، وربما لهم؛ لأن لذة الحياة هي أن تُحرر الكلمات منك وأن تهدي الآخرين بوح ذاكرتك، كلما اشتهيتَ خرائط الحلم
وحين تعبر قوسها المذهب. لا تتطيب الحياة إلا لمن يتهيؤون للعيش، عالمين بأن أثمن ما في أيديهم هو الزمن ووجوه الآخرين. أكتب عنهم، وبالتأكيد لهم، مع أن بعضنا صرخةٌ منسيّة، يعطس الخوف عند بابنا فيُشمِّته الحزن. وبقدرٍ لا يستهان به من الأريحية والسخاء، رويتُ حكايتي، فقط لكي أخلق العالم كما أراه، وأرثيه بشكل لائق. أكتب عنهم، وأنا عالقٌ بين فكرتين، أن أحكي عن كل ما يبدو للبعض تافهـًا مثل زرٍ وقع من قميص، أو جوهريـًا، كخطأ لغوي أو خوفٍ أزلي، أو أن أصمت عن تفاصيل تخص هؤلاء وأمضي بقية عمري بصوتٍ مبحوح. ولقد اخترتُ الحقيقة كاملة!