كتاب أسرار ثورة يوليو بقلم جمال حماد..هل يصلح معاصرو الحدث الكبير لكتابة تاريخه؟ أم لأنهم عاصروه ونشأت بينهم وبينه علاقات وتكونت لهم بحكم ذلك آراء وميول وأهواء لا يصلحون لكتابة تاريخه بصورة محايدة وبطريقة موضوعية بعيدة عن عواطفهم الشخصية؟ من ناحية أخرى لو تركت مسئولية تأريخ الأحداث وتسجيل الوقائع المهمة فترة طويلة من الزمن، وأوكلت مهمة تدوينها وتسجيلها للأجيال القادمة التي لم تعاصرها أو تعايشها، ولم تتأثر بمدى حلاوتها أو مرارتها، فلا بد أن تتوه كثير من التفاصيل والمواقف الصغيرة أو الطريفة، التي تكسب التاريخ حيويته ومذاقه الإنساني.
كما أن مهمة المؤرخين والمحللين للشخصيات التاريخية سوف تزداد صعوبة بحكم أنهم لا يستطيعون تقدير مدى تأثير الطبائع البشرية والنزعات الشخصية لهؤلاء، على تصرفاتهم العامة وعلى القرارات التي يصدرونها والتي قد يكون بعضها قرارات مصيرية ونقاط تحول في تاريخ أوطانهم، وذلك بسبب الفترة الزمنية البعيدة التي تفصل بينهم وبين أصحاب هذه الشخصيات.