كتاب أهكذا يعامل الشقيق يا هؤلاء؟ تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (بعد أن سعى عامداً في خراب بيت شقيقه ، وصاحبَ الأعداء ، وقام بصياغة الحبكة القصصية والتمثيلية الهزلية ، زاعماً أن الحقيقة يمكن أن تموت بمرور الأيام ، ولم يكن فيه مَعلمٌ من معالم الأخوة التي كان عليها عتبة وشيبة ولدا ربيعة ، فضلاً عن معالم الأخوة في التصور العقدي ، حيث يزعم هذا الجاني أنه من أهله. وقد أرسل شفعاءه ليحقق مبدأ يتوافق عليه كثير من المغالطين هو: من اليوم تعارفنا وننسى ما جرى منا ولا كان ، ولا صار ولا قلتم ، ولا قلنا وإذا به يبتسم لشقيقه ابتسامة البُله والسذج والمنافقين ، واهماً أن الابتسامة يمكن أن تعيد الأخوة المزعومة المفتراة المدعاة ، ونسي أو تناسى بيتاً من الشعر يصف تنافر القلوب فيقول: إن القلوب إذا تنافر ودّها مثل الزجاجة كسْرُها لا يُشعَبَ ومن هنا كانت القصيدة ترجمة لهذا الموقف الأليم المزري من الشقيق الزائف الذي لا يُشرّف. يقول الأستاذ عبد الرحمن الكيلاني عن الأخوة الحقيقية ما نصه: (لا شك أن مفهوم الأخوة في الإسلام يتعلق بالإيمان نفسه وهو قائم على العلاقة في الله ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: "أوثقُ عُرى الإيمانِ الحُبُّ في اللهِ والبغضُ في اللهِ". وفي الحديث الآخر: "من أحبَّ في الله وأبغضَ في الله فقدِ استكملَ الإيمانَ" لأن الحب من عمل القلب متعلق به. وكذلك البغض ، وهما - أي الحب والبغض - يجب أن يكونا عند المؤمن في الله ولله. فالمؤمن يحب ما أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبغض ما أبغض الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام -. لذلك ، فإن عمل قلب المؤمن - من حب أو بغض - إنما متعلق بأمر الله تعالى وأمر دينه! لا بهوى النفس وحظوظها ، لأن النفس في ذاتها قد تحب ما يبغض الله - والعياذ بالله – وبالعكس ، فإنها قد تبغض ما يحب الله تعالى. وهذا - بلا شك - نقص وشرخ في إيمان المرء. لذلك ، فإن مفهوم الحب في الله والبغض فيه - سبحانه - له موازين تحكمه. يقول المولى عز وجل: (والعَصْرِ. إنَّ الإنْسانَ لفي خُسْرٍ. إلاّ الذينَ آمنوا وعَمِلوا الصّالحاتِ وتَواصَوْا بِالحَقِّ وتواصَوْا بالصَّبْرِ). روى الطبري في تفسيره جامع البيان بسنده عن مجاهد: "(إن الإنسان لفي خسر) إلا من آمن (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) يقول: إلاّ الذين صدقوا الله ووحدوه ، وأمروا له بالوحدانية والطاعة ، وعملوا الصالحات ، وأدوا ما لزمهم من فرائضه ، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه ، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان ، لأن الإنسان بمعنى الجمع ، لا بمعنى واحد".