كتاب أيام عراقية للمؤلف خالد القشطيني بعث نوري السعيد بمن أبلغ البلام دعبول بأن يعد له بلمه لاثنين أفندية في نزهة، ما أن حل الظلام حتى نزل الملك بصحبة نوري السعيد وركبا البلم وانطلق بهما دعبول البلام. كان دعبول كأكثر البلامين في بغداد، مولعاً بشرب العرق، ولا سيما في السفرات الليلية. قال لضيفيه: "تسمحوا لي يا جماعة"، وأخرج طاسة
الفافون وصب العرق فيها، ثم كاسره بالماء، وقطعة ثلج، ثم قدم الطاسة إلى الملك قائلاً: بعث نوري السعيد بمن أبلغ البلام دعبول بأن يعد له بلمه لاثنين أفندية في نزهة، ما أن حل الظلام حتى نزل الملك بصحبة نوري السعيد وركبا البلم وانطلق بهما دعبول البلام. كان دعبول كأكثر البلامين في بغداد، مولعاً بشرب العرق، ولا سيما في السفرات الليلية. قال لضيفيه: "تسمحوا لي يا جماعة"، وأخرج طاسة الفافون وصب العرق فيها، ثم كاسره بالماء، وقطعة ثلج، ثم قدم الطاسة إلى الملك قائلاً: "تفضل أفندي، أخذ لك مصة!" لم يذق ابن الحسين الخمرة في حياته ولكنه كان رجلاً مجاملا دمث الخلق. لم يشأ أن يجرح شعور البلام. فأخذ الطاسة ومس حافتها بشفتيه وتظاهر بالشرب. ثم مررها إلى رئيس وزرائه الذي اشتهر بشغفه بالعرق المستكي البغدادي. فاحتسى منها جرعة وأعادها شاكراً إلى دعبول. راح البلام يكرع ويتألق في الحديث. انطلق يسب الحكومة والوزراء والأوضاع والإنكليز على عادة العراقيين في أيام الخير.بعد ساعتين أو ثلاث، استدار البلم وتوجه عائداً إلى شريعته في الميدان. خطر لنوري السعيد وهو يهم بالنزول أن يسأل البلام فقال له، تعرف منو إحنا؟ أجابه قائلاً، لا خير، ما أعرفكم، قالوا لي اثنين زلم أفندية. فقال له أبو صباح، اسمع، هذا الرجل هنا فيصل الأول ملك العراق وأنا نوري السعيد رئيس الوزراء.ضحك دعبول ساخراً، يا الله! يا الله! تفضلوا إنزلوا! أنت أخذت لك مصة وقمت تشوف نفسك رئيس الوزراء، وهذا صاحبك، أخذ نص مصة قام بشوف نفسه ملك العراق. يا الله امشوا...