كتاب إذاعة وتلفزيون في نصف قرن بقلم عباس متولي ..يتناول كتاب «إذاعة وتلفزيون في نصف قرن - رحلة ذاتية من عبد الناصر إلى أوباما» رحلة مذيع امتدت لخمسين عاماً لم تغب خلفيتها التاريخية عن سرد تجربته المهنية والإنسانية، التي بدأت في إذاعة صوت العرب عام 1955 وشملت محطاتها العمل في اليمن قبل نكسة 1967 مباشرة، وانتقلت إلى إذاعة صوت أميركا في جزيرة «رودس» 1975 ثم إلى واشنطن عام 1977.
الكتاب يعبر عن هذه الفترة من منظور مهني وسياسي وتاريخي، مثل العمل الإذاعي في صوت العرب بكل ثرائه وشخوصه التي تمثل علامات على طريق الفن الإذاعي. أما تجربة اليمن التي لم تستمر سوى سبعة أشهر عام 1967 فكانت هي الأخرى ثرية بأحداثها وشخوصها في فترة بالغة الأهمية من التاريخ المصري الحديث.
كما يتناول الكتاب العمل الإذاعي في محيط يوناني بجزيرة «رودس» ويتطرق إلى صدمة الانتقال من جزيرة إلى قارة بالذهاب إلى واشنطن عام 1977، ليكون الكاتب أول مراسل للتلفزيون المصري هناك.
الكتاب في مجمله أشبه ما يكون بأدب الرحلات السياحية، ولكنها سياحة في العمل الإعلامي في مصر وأميركا بكل خلفياته المهنية والسياسية والتاريخية.
يتكون الكتاب من 66 مقالًا يتناول رحلة الإعلامي المصري عباس متولي وأبرز ما قدم وتماشيه مع الأحداث السياسية التي غيرت وجه التاريخ، سواء في المنطقة العربية أو العالم بصورة أشمل؛ منها أزمة اليمن التي لها قرابة أربع مقالات: «ثورة اليمن وشاعرها العظيم، 5 يونيو في عيون أهل اليمن، الانسحاب الإذاعي من اليمن، عناق السماء والأرض في تعز».
كما خصص المؤلف مقالات عن الأعمال والشخصيات الفنية البارزة خلال تلك الفترة، وحملت هذه المقالات عناوين: «عمار الشريعي.. كفيف يرى الموسيقى، عبد الحليم وموقف الرجال، صباح فخري وغلطة الشهرة، وجدي الحكيم تجسيد حي لتاريخ الإذاعة، صبري سلامة عمدة الإذاعيين، سعد زغلول نصار الإعلامي الشيوعي، جلال معوض الضحية صوت لن يتكرر، ظاهرة الشعراوي».
كما عني الكاتب بالإذاعة، راصدًا لها عددًا من المقالات: «الإذاعة بين الصورة الذهنية وواقع الحال، شوقي الهليلي فنان الهندسة الإذاعية ابن النكتة، الإذاعة وحرب أكتوبر، الجيم المصرية تغزو الإذاعات الدولية، الإذاعة الألمانية والفضاء السيبراني».
أما عن الموضوعات السياسية والاجتماعية فقدم مقالات «ثورة التصحيح وتوابعها، مصر في قلوب اليونانيين، نيكسون بابا نويل مصر، شيخ الحكائين وصاحب يا بلدنا يا عجيبة، صدمة الانتقال من جزيرة إلى قارة، العنصرية والخداع الإعلامي، نظرية الأمن الأميركي تنهار بعد 11 سبتمبر، اللوبي العربي والإعلام الفضائي في أميركا، رمال أميركا المتحركة والعودة إلى الوطن، وردية الليل في صوت أميركا، التقارير التلفزيونية وأوجاعها».
وتأكيداً على أهمية ما جاء في الكتاب من أحداث وشخوص، خرج الكتاب بمقدمة لرئيس الإذاعة المصرية السابق الشاعر عمر بطيشة قائلًا: «لو كان برنامج "شاهد على العصر" موجودًا الآن لاستضفت الإعلامي عباس متولي فيه ليعيد سرد شهادته التي ضمنها كتابه القيم وشملت عصرًا كاملًا بالفعل بدأ بمشهد الزهو القومي في الستينيات مرورًا بحرب اليمن ثم الانكسار الكبير عقب هزيمة يونيو ورحيل عبد الناصر، ثم عبور أكتوبر بقيادة السادات ومعاهدة السلام التي أدت لاغتياله.
ومبارك وعهده الطويل والعلاقة مع الولايات المتحدة من وجهة نظره كمراقب معاين للأحداث أثناء عمله في "صوت أميركا"، وما تلا ذلك من أحداث 11 سبتمبر وحرب الخليج وذهاب بوش وتولي أوباما والمشهد المعاصر مصرياً وعربياً وعالمياً؛ كل ذلك في شهادة إعلامي كان بحق شاهد عيان على كل تلك الأحداث، ورغم أننا في العمر نفسه تقريبًا، إلا أنني ظللت حياتي أعتبر عباس أخي الكبير.