كتاب إلى طالب العلم

تأليف : علي الكوراني العاملي

النوعية : مذكرات وسير ذاتية

كتاب إلى طالب العلم بقلم علي الكوراني العاملي ..طلب مني بعض الأعزاء أن أنشر مشاهداتي ومذكراتي ، لأني عاصرت عهوداً فيها منعطفات تاريخية مهمة ، وعملت مع مرجعيات تختلف ظروفها ومنهج عملها . وعاصرت تأسيس أكبر حركة إسلامية شيعية «الدعوة الإسلامية»وعملت في صفوفها ثم في قيادتها سنين طويلة، ثم تطورت قناعتي ورجعت الى أسلوب العمل الإصلاحي التقليدي .


وكنت أعتذر عن الكتابة بأن بعض الناس لايتحملون أن تقدم قراءتك ، ولاشهادتك ، بل يريدونك أن تكذب ، فالسكوت أحرى بالعاقل !
ثم قرأت بعض ما كتب عن أحداث عايشتها ، فقلت في نفسي: إذا كان الحدث الذي شاهدناه يكتب بهذا النحو: منزوعاً من جَوِّه ، موضوعاً في محيط آخر، مخلوطة أحداثه وأشخاصه وتواريخه ، مع تعتيم وتضخيم ، فكيف نثق بروايات تاريخنا الإسلامي ، الذي اهتم حكامه الظلمة بمفرداته الصغيرة ، وحاسبوا عليها الراوي والمؤرخ ؟!
لذلك كتبت أشياء وأوصيت بنشرها بعد وفاتي ، فبعض المكتوبات تنفع بعد وفاة صاحبها أكثر منها في حياته !
وفي هذه المدة أقنعني بعض الأعزاء أن أستخير الله تعالى على كتابة تجربتي الى طالب العلم ليستفيد منها ، خاصة وأن حوزة النجف الأشرف تبني نفسها من جديد ، وتجمع أفلاذ أكباد الشيعة ، فيسقون جذورها المقدسة ، وما أقرب أن ينطلقوا من صرحها رسل هداية في العالم .
فأطعت الإستخارة وكتبت هذه المذكرات ، حريصاً على أن لاتمس أحداً بسوء ، مقتصراً على ما ينفع الطالب في بنائه الفكري والروحي ، لعلي أوفر عليه عناءً طويلاً عشناه ، ولم يتيسر لنا الخروج من ثقله إلا بعد دهر من عمرنا ولأيٍ . أو أفتح له باباً لم ينفتح علينا إلا بشق النفس والنَّفَس
وأعتذر من أعزائي الطلبة إذا غلب الجانب الذاتي في هذا الكتاب ، فإنما هو حديث عن النفس يراد به أن يستفيد منه الغير ، أعاننا الله على أنفسنا ، ورزقنا خيرها ، وأعاذنا من شرها .
كما أعتذر من الذين ذكرتهم لماماً ولم أستوف الحديث عنهم ، أمثال مراجعنا الراحلين السيد محسن الحكيم ، والسيد عبد الهادي الشيرازي ، والسيد أبي القاسم الخوئي ، والسيد محمود الشاهرودي ، والسيد مهدي الشيرازي ، والسيد حسين الحمامي ، والسيد محمد باقر الصدر ، رضوان الله عليهم ، ممن عاصرتهم أو درست عندهم ، لأن الحديث عن كل واحد من هؤلاء الكبار ، يحتاج الى كتاب خاص ، أو فصول .
كذلك أعتذر للشخصيات التي عاصرتها ولم أذكرها أو لم أستوف الحديث عنها ، من السادة المحترمين آل الحكيم ، وفي طليعتهم أستاذنا المرجع السيد محمد سعيد الحكيم، ووالده الموقر السيد محمد علي الحكيم ، والسادة المحترمين آل الصدر ، وآل بحر العلوم ، وآل الجواهري ، وآل ياسين .


وقد يرى القارئ أني أكثرت من إسناد الأعمال والأدوار الى السيد مهدي الحكيم وأبي عصام الحاج عبد الصاحب دْخَيِّل رحمهما الله تعالى . لكن ما أصنع إذا كان هذا الواقع، ولا أستحل أن أنتقص من دور شخص في الأحداث ، أو أعطي دوره لآخرين .

شارك الكتاب مع اصدقائك