كعادته يتحفنا الشاعر والمؤلف الحاضر بسخاء الاحتياط الذي لا ينضب شهاب غانم بمصفوفة من غنائياته المهجوسة بشعرية النص القادم من تضاعيف التفعيلة والروي والقافية حينًا،
ومن التفعيلة المجردة أحايين أخرى، ومن النثيرة الُمشْعرنة..المهجوسة بمناجزة تصاريف الأيام وتفاصيلها الصغيرة ذات الأهمية أيضًا. هنا نترَّحل معه في زمن ضاٍف للبديع والبيان، كما نتوقف معه على حالات من التنويعات المدارية على جملة من أسئلة الوجود والغيوب معًا، فيما نلمح ذلك القدر من التروحن الذاتي العامر بجواب اليقين الإيماني النابع من قناعة راسخة بالقضاء والقدر.. خيره وشره. ومن لطائف العناوين التي نتوَّقف معها في هذه الُعجالة الرشيقة.. تلك التي تعَّمد فيها الشاعر تجسير العلاقة بين العابر اليومي والثابت المؤَّصل.. بل بين التراجيدي والكوميدي في أزمنة الدهر التي لا تخلو من عبثية الأقدار، وغرائبية الحياة، وكأنه يقول لنا بلسان المعِّري: من راعــه زمن أو هـاله عجب * فلي ثمانـون حولا لا أرى عجبا اليوم كالأمس والأفلاك دائرة * والناس كالناس والدنيا لمن غلبا تلك هي الرسالة الضمنية التي نتلمس انبثاقاتها من وراء العناوين التالية: أكياس/ الأرض/ زمن الشعوب/ فوق المنصة / نفكر في كل صباح. وعلى خط متصل، يباشر الشاعر عهده بالوفاء لعارفيه ومجايليه، ممن ينالون حّظًا من إشاراته الصادحة بالعرفان، ومحطات الذكرى التي تنفع الناس.