كتاب الأرض في القرآن الكريم

كتاب الأرض في القرآن الكريم

تأليف : زغلول النجار

النوعية : العلوم الاسلامية

حفظ تقييم
الأصل في القرآن الكريم هو أنه كتاب هداية في أمر الدين بركائزه الأربع الأساسية. العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات. وهي من الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها أية ضوابط صحيحة ومن هنا كانت ضرورة الدين لتستقيم الحياة الأرض، وليتمكن الإنسان من تحقيق الغاية من وجوده عليها.

ولكن الله، تعالى، يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى زمن كزمننا يفتح فيه على الإنسان من أبواب المعرفة بالكون وسننه ما لم يفتح من قبل، فيغترّ بالعلم ومعطياته وتطبيقاته في مختلف المجالات وبما يوصله ذلك إلى عدد من التقنيات المتقدمة التي تفرقه في ماديات الحياة فتنسيه الموت، والحساب، والآخرة، والجنة والنار.

ولكي يقيم ربنا، تبارك وتعالى، الحجة على أهل عصرنا، عصر العلم والتقنية الذي نعيشه، أبقى لنا من محكم كتابه أكثر من ألف آية كونية صريحة، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة، وهذه الآيات تحوي من الإشارات الكونية ما لم يكن معروفاً لأحد من الخلق في زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعد زمن الوحي، مما يؤكد أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله، وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه، اللغة العربية.

هذا وغن هذه الإشارات الكونية في القرآن الكريم قد صيغت صياغة مجملة معجزة يفهم منها أهل كل عصر معنى من المعاني يتناسب مع ما توفر لهم من علم بالكون ومكوناته، وتظل هذه المعاني تتسع باستمرار باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، حتى يبقى القرآن الكريم مهيمناً على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها، تصديقاً لنبوءة المصطفى عليه السلام في وصفه للقرآن الكريم بأنه: "لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد" وهذه الآيات الكونية لا يمكن فهمها فهماً كاملاً في إطارها اللغوي فقط، على أهمية ذلك وضرورته، ولا يمكن الوصول إلى سبقها بالحقيقة الكونية، وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، دون توظيف الحقائق العلمية التي توافرت لأهل هذا الزمان، لأن في هذه الآيات الكونية من المحتوى العلمي ما لم يقف على دلالته إلا الراسخون في العلم، كلٌّ في حقل تخصصه. وقد تناول كثيرون وبشيء من التفصيل الإشارات الكونية في القرآن الكريم قديماً وحديثاً، وكذلك أدلى الدكتور زغلول راغب النجار بدلوه في هذا المجال، إذ بدأت اهتماماته بقضيتي التفسير العلمي والإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية منذ دخوله إلى كلية العلوم مما جعله يتدرج في المراتب إلى أن استطاع ومن خلال بصيرته العلمية التي جعلته يبصر ما لا يبصره الآخرون من الاختصاصين في العلوم، في الآيات والإشارات الكونية في القرآن الكريم. وقد كانت هل لقاءات على المحطات الفضائية وندوات في معظم المراكز العلمية في دول العالم وكذلك مقالات في صحف عدة ومجلات، وأخصّها مقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام والتي جاوزت المائتي مقالة والتي جاءت تحت عنوان: "من أسرار القرآن الكريم: الآيات الكونية في القرآن الكريم ومغزى دلالتها العلمية". حيث قدّم في هذه كلها إضاءات وشروح لدلالات الآيات الكونية على ضوء النظريات والكشوفات العلمية المستجدة.

ويمثل هذا الكتاب بضعاً وثلاثين من مقالات الدكتور النجار الأسبوعية بجريدة الأهرام والتي جمعها تحت عنوان "من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله" "آيات الأرض في القرآن الكريم" وذلك بعد صدور المقالات الثلاث والثلاثين الأولى في مجلد خاص تحت عنوان: "من آيات الإعجاز العلمي: السماء في القرآن الكريم".

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور زغلول النجار هو أستاذ في علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والأجنبية ورئيس لجنة الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى كونه زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارت