غير أنَّنا- في عالَمٍ تُصيبُ فيه الأمراضُ الجسدَ- نحتاج إلى الألَم لكي نتنَبَّه لهذه الأمراض ونتعاملَ معها. وفي عالَم تصيبُ فيه الأمراضُ الإرادةَ والأخلاق، نحتاج إلى الشعور بألَم الذَّنب وتأنيب الضمير لكي نتعامَلَ مع فيروسات الطمع والشهوة والعدوان قبل أن تقتُلَ أرواحنا. وفي عالَم مُنقَسمٍ تَكسَّرَتْ فيه العلاقات، نحتاج إلى ألَمِ الوحدة وغياب المعنى، فنرفعَ أعيُنَنا من على اهتماماتنا الضيِّقة لنَرى الله الذي يفتِّشُ عنَّا ليَرُدَّنا إلى الحياة، كما نرى الناسَ ونكتَشفَ أنَّ حالَهم هو حالُنا: قلوبٌ عطشى إلى الحبِّ تبحَثُ عن الحقِّ والحرِّيَّة والسعادة. إنَّ الألَمَ هو مُكبِّرُ الصوت الذي يتحدَّثُ به الله إلى بشريَّةٍ ثَقُلَ سماعُها، وفقدَتِ الحسَّ والحسَّاسيَّة. ليس المقصودُ بهذا الكتابِ أن يجعلَنا نحبُّ الألَم، فنحن لن نُحبَّه أبدًا، لكنَّنا سنَظلُّ نشكرُ الله من أجله.
كتاب الألم تأليف أوسم وصفي
كتاب الألم بقلم أوسم وصفي..
لا يُحبُّ الإنسانُ الألَمَ، كما أنَّ الله لا يُحبُّ الألَمَ أيضًا. فقد خلَقَنا الله للفَرح واللَّذَّة، وأهَّلَ كِياننا لكي يتحرَّكَ نحو السعادة والتَّناغم.