كتاب الارتباط بالله وجهاد النفس بقلم محمد الحسيني الشيرازي من أين أتينا؟إلى أين نذهب؟أين نحن الآن؟ما دورنا في الأحداث؟وبالتالي ما وظيفتنا؟هذه هي الأسئلة التي يفكر فيها الإنسان مهما قل ذكاؤه، غاية ما في الامر أن الأعم الأغلب يمر عليها مرور الكرام، وكأنه ليس هناك من سؤال، وبالعكس فهناك من يتابعها بنوع من الوساوس، بحيث يوردها أحيانًا
كأسئلة لا جواب لها. على كل حال لا أظن هناك من شخص غير متعطش لسماع أجوبة الاستفسارات المذكورة مهما كانت قصيرة، فهل يسعنا الاكتفاء باستمرار الحياة التي تقتصر معانيها على الأكل والشرب والنوم والملبس والمسكن والقضايا الجنسية، ولا يعنينا ماذا كنا قبل ذلك وماذا سنكون؟ أو ليس هذا اللون من التفكير يتناسب وحياة بعض الحيوانات والحشرات؟ وما الداعي لأن يحصر الإنسان نفسه في هذا القفص الوضيع والصغير ولا يطلق العنان لفكره ليسبح في هذا الفضاء الواسع الرحب؟