كتاب البيت الدمشقي الجزء الأول بقلم زكريا محمد كبريت لعبت دمشق دوراً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط سواء قبل أو بعد الفتح العربي. فهي ليست فقط من أقدم مدن العالم بل كانت أيضاً مركزاً هاماً على طريق التجارة القديم. وما زالت دمشق تتألق بين العواصم العربية في تاريخها الطويل مؤكدة على شخصيتها العربية، معبرة عنها في مهاراتها المتنوعة
خلال العصور التي تواكبت على الحكم. فبجانب مبانيها الدينية والتجارية، تميزت عمارتها السكنية التي تع لعبت دمشق دوراً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط سواء قبل أو بعد الفتح العربي. فهي ليست فقط من أقدم مدن العالم بل كانت أيضاً مركزاً هاماً على طريق التجارة القديم. وما زالت دمشق تتألق بين العواصم العربية في تاريخها الطويل مؤكدة على شخصيتها العربية، معبرة عنها في مهاراتها المتنوعة خلال العصور التي تواكبت على الحكم. فبجانب مبانيها الدينية والتجارية، تميزت عمارتها السكنية التي تعبر عن فكر جديد للاستفادة ليس فقط من الظروف المناخية والوظائف الاجتماعية المتوارثة، بل أيضاً لتتوافق مع واقع جديد استمد جذوره من مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف.وتألقت دمشق في فترة العصر العثماني، وحظيت المباني السكنية بالرعاية والعناية والاهتمام بالعناصر الداخلية. وانغلق المسقط في الدور الخاصة والقصور على الداخل لتوفير الخصوصية والتوفيق بين احتياجات المجتمع ومصادر التشريع الإسلامي. ومن هنا يمكن القول أن تصميم سكن المجتمع الإسلامي بشكل خاص والعربي بشكل عام قد نبع من الداخل إلى الخارج وليس العكس، وبالتالي فقد انصب الاهتمام والتأكيد على الواجهات الداخلية. ويمكن متابعة ذلك في التنوع باستعمال الألوان والزخارف والحليات. كذلك لوحظ التنويع في موقع ومسطح الفتحات ولكن ضمن إطار من الوحدة التي أدت في النهاية إلى صورة متكاملة متزنة.إن المعمار العربي قد تعرف على التنوع والإيقاع والتنغيم والاتزان من خلال التعرف بعمق وصدق إلى آيات القرآن الكريم، التي بكل تأكيد قد أغنت وأثرت وأخصبت فكره ووجدانه، وفجّرت فيه طاقات خلاّقة مبدعة. وإن كانت الدور الكبيرة والقصور قد تكوّنت من عدة أجنحة، إلا أن كلاً منها كان له فناء تتوسطه بركة مياه جارية أعطت ديناميكية في التعبير المعماري.وطوّر المعمار العربي الفناء إلى أن تحول إلى حديقة فيحاء، تفجرت بها المياه الجارية، استلهم فيها العديد من العناصر الواردة في وصف الجنة بكل ما بها من أشجار وأنهار وعيون وأماكن للجلوس، بحيث أصبح الفناء كفردوس أرضي.وقد شعر المؤلف المهندس زكريا كبريت بما تحتويه هذه البيوت الشامية من أنماط معمارية وفنون زخرفية وحرف يدوية أيقظت لديه الحسّ إلى جمع ودراسة وتحليل هذه المباني الرائعة، ليخرج هذه الدراسة لاستكمال ما سبق نشره في هذا المجال، ولإيقاظ الوعي ليس فقط بين الدارسين للعمارة، بل أيضاً بين سكان المدينة العظيمة لهدف الحفاظ على هذه الدور المعمارية لاستخلاص المبادئ والقيم المعمارية، وإدخالها في لغة معمارية جديدة تتناسب مع العصر الذي نعيشه.إن التراث العربي يجب أن يبقى دائماً مصدراً للإلهام، يتجدد على الدوام، ليلائم مسيرة التقدم والإعمار، ويبشر بالمستقبل الأكثر تطوراً وملاءمة للإنسان في عالمنا العربي. هذا وقد أغنى المؤلف دراسته بمداخلات شرح من خلالها النمط الحياتي الاجتماعي الذي استدعى هذا التوزيع والتقسيم الهندسي الذي حفلت به بيوتات دمشق القديمة، كما أن المؤلف أغنى دراسته بمداخلات شرح من خلالها النمط الحياتي الاجتماعي الذي استدعى هذا التوزيع والتقسيم الهندسي الذي حفلت به بيوتات دمشق القديمة، كما أن المؤلف أغنى دراسته برسومات أبرزت المعالم الجمالية في جزئيات هذا الفن المعماري الذي تناوله من خلال شروحات مسهبة.