يعتقد معظم الناس أن التصوف شأنٌ دينيٌّ إسلامي، بمعنى أن التوغل في الحالة الإيمانية يؤدي بالضرورة إلى الدخول في الحالة الصوفية.. وهذا المعتقد العمومي يحتاج، فيما أرى، لإعادة نظر واعتبار. لأن غير المسلمين يظهر عندهم ما نسميه نحن " تصوف " وفي دراسة عظيمة مرَّت عليها ألف سنة، هي كتاب: الآثار الباقية عن القرون الخالية، لأبي الريحان البيروني.
رصد العلامة الجليل ما وجد أنه " تشابه بين زهاد الهنود وصوفية المسلمين ".. وفي القرن السابع هجري، الثالث عشر الميلادي، أنشدنا الشاعر الصوفي البديع أبو الحسن الشُّشْتري (المتوفى سنة 668 هجرية) أشعارًا جميلة تغنَّي فيها بحياة الرهبان في الأديرة، وألمح فيها بقوة تصل إلى درجة التصريح بأن الرهبان والصوفية، شيء واحد.