ثم إن المسلم إذا خلّص دواخله من كل هذا فجأته مجموعة من المطالبات النفسية الداخلية-وهي مايمكن أن يسمّى النوازع- و في كثير من الأحوال يقوده عدم تحقيقها إلى اليأس و الإحباط إن لم تدركه رحمة مولاه و فضله.
و النوازع هو ماتنزع إليه النفس و تشتهيه:
فالمسلم النلتزم بدينه يحب أن يكون داعية..
و يرغب أن يكون قويّ الإيمان،راسخ اليقين.
يحب أن يكون من العابدين الزاهدين.
يستهويه المال الصالح..
و تدفعه نفسه الى أن يكون من رجال الشهرة المعروفين المتصدرين.
و هو من الراغبين في الثقافة الفكرية و الواقعية.
و هو ممن لا يحب أن يّرى مقصرًا في حقوق الأهل و الأرحام و الأحباب.
و يرغب أن يرى أولاده من عباد الله الصالحين فيربيهم تربية صالحة إسلامية حسنة.
فهذه نوازع في النفس يرغب كل عاقل لبيب أن يجمعها و لكن هيهات أن تجتمع له إلا بتوفيق عظيم.
و لشرح هذه النوازع و التوفيق بين بعضها البعض و التوازن جاء هذا البحث.
مختارات من مقدمة الكاتب
كتاب التنازع و التوازن في حياة المسلم - محمد موسى الشريف
كتاب التنازع و التوازن في حياة المسلم بقلم محمد موسى الشريف..إصلاح النفس هدف يرجوه كل مسلم،و لكن دونه عقبات عظيمة لاسيما في هذا العصر ،وأعظم هذه العقبات ماكان من داخل الشخص نفسه .
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.