كتاب الجدار العازل في الضفة الغربية

كتاب الجدار العازل في الضفة الغربية

تأليف : مجموعة مؤلفين

النوعية : دراسات وبحوث

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً بعنوان "الجدار العازل في الضفة الغربية"، هو الثامن ضمن سلسلة "أولست إنساناً" التي يسعى المركز من خلالها إلى تقديم صورة متكاملة عن المعاناة التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، بأسلوب يخاطب العقل والقلب وفي إطارٍ علميٍّ ومنهجيٍّ موثق. وهو من إعداد حسن ابحيص ود. خالد عايد وتحرير د. محسن صالح.



ويحاول الكتاب، الواقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني الناشئة عن بناء "إسرائيل" جدارها العازل في الضفة الغربية، بمختلف أبعادها: الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، وغيرها.

ويستعرض تطور فكرة بناء الجدار في العقلية الإسرائيلية، ثم يقدّم تعريفاً بالجدار العازل الذي شرعت "إسرائيل" ببنائه منتصف سنة 2002، موضحاً أهداف بناء الجدار ومراحله ومساره ومكوناته. كما يتناول موقف القانون الدولي من بناء الجدار، مستعرضاً في هذا السياق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، والذي يرى في إقامة الجدار انتهاكاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية، ويدعو المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته في إلزام "إسرائيل" بها.

ويفنّد الكتاب ادعاء "إسرائيل" بأن الدافع لبناء الجدار هو دافع "أمني"، موضحاً ارتباط مسار الجدار بحسابات السياسة، والاستيطان، والاستئثار بالأراضي الزراعية ومصادر المياه؛ ويشرح في المقابل الأضرار الناجمة عن بناء الجدار، من أضرار مباشرة كمصادرات الأراضي وهدم المنازل، وأخرى مترتبة على تقييد حرية الحركة والعزل على جانبي الجدار، بكل ما لهذا من انعكاسات على حياة الشعب الفلسطيني.

ويفرد الكتاب فصلاً خاصاً للحديث عن الجدار المحيط بالقدس أو "غلاف القدس"، كما يتحدث عن تجربة بلدة بلعين في مقاومة الجدار كنموذج للمقاومة الشعبية الفلسطينية.

ويتميز الكتاب بأسلوبه السلس، الذي يجمع بين الدقة والمنهجية العلمية وبين الصور والقصص المرافقة والمختارة بعناية، ليقدّم بذلك صورة وافية عن الجدار الإسرائيلي العازل، وانتهاكه لحق الشعب الفلسطيني في أرضه، ووقوفه حاجزاً بينهم وبين حقوقهم في حرية التنقل، والتعليم، والحصول على الرعاية الطبية، وغيرها من الحقوق، في وقت يتحدث فيه العالم أجمع عن حقوق الإنسان وصيانة كرامته وحريته وحقه في العيش بسلام في أرضه وبيته، ولكنه يصمّ آذانه عمّا يحدث للإنسان الفلسطيني.