كتاب الجهاد في الإسلام: تفسير آيات الجهاد خلال العصور بقلم سامي عوض الذيب أبو ساحلية..ويرى هؤلاء الفقهاء ان الجهاد مر في مراحل مختلفة، وصل إلى ذروته في سورة التوبة، وهي السورة التاسعة وفقًا للقرآن العثماني المتداول، والسورة 113 وفقًا للتسلسل التاريخي. وفيما يخص الجهاد، هناك تياران: التيار الأول يفهم الجهاد وفقًا لما انتهى اليه الإسلام، والتيار الثاني الذي يريد تطوير فكرة الجهاد بناءً على السور المكية المسالمة، معتبرً ا ان القرآن المدني قد حاد عن روح الإسلام لأسباب سياسية. ومن الممثلين، لهذا التيار نجد خاصة المفكر السوداني محمود محمد طه، الذي تم شنقه بتحريض من الأزهر عام 1985. والذي كان يدعو للرجوع للقرآن المكي وترك القرآن المدني.
ولكن يجب ان نشير هنا إلى ان النسخ لا يعتمد فقط على عامل الزمن، ولكن أيضًا على عامل التمكن. فالآيات العنيفة يمكن تجميدها كليًا أو جزئيًا عندما يكون المسلمون في موقع ضعف، و يُعاد العمل بها عندما يصبحون في موقع قوة. وهكذا يتم اللجوء للآيات المسالمة في الحالة الأولى، وللآيات العنيفة في الحالة التالية. وهنا تتدخل نظرية التقية التي تكلمنا عنها في كتاب آخر من هذه السلسلة، فيحاول المسلمون اظهار أنفسهم مسالمين.
ويُقسم هذا الكتاب إلى قسمين. القسم الأول يستعرض احكام الجهاد بصورة عامة.
والقسم الثاني يتضمن ما كتبه المفسرون خلال العصور لمعرفة:
– إذا كانوا يدعون للجهاد الروحي (وهو ما يسمى بالجهاد الأكبر)، أم إلى الجهاد العسكري.
– وهل هذا الجهاد يقتصر على الجهاد الدفاعي، أم يمتد للجهاد الهجومي (وهو ما يسمى بالجهاد الأصغر،
أو جهاد الطلب، أو الجهاد البدائي).
– وهل الجهاد محدود في الزمان، أم انه يمتد حتى آخر الزمن، أو حتى يتم اخضاع الجميع للإسلام.