كتاب الحب يشكو الشوق والجوى

كتاب الحب يشكو الشوق والجوى

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب الحب يشكو الشوق والجوى تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (كان ذلك العاشق المسلم صادقاً مع الله ، وصادقاً مع نفسه وصادقاً مع من أحب. إذ حكى في مجلة عن نفسه أنه رأى فتاة فأعجبه حسنها ، فأحبها وازداد حبه لها بعدما سأل عنها ، لأنه وجدها ذات خلق ودين. وأنهى الولع والشغف بالزواج. عملاً بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (زوِّجوها بمن تحب ، ليس للمتحابين إلا الزواج). أورد الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى عن ابن عائشة قال: قلت لطبيب كان موصوفاً بالحذق ما هو العشق؟ قال: شغل قلب فارغ. قلت: وقد ذهب بعضهم إلى أنه مرض وسواسي شبيه بالماليخوليا. مراتب العشق: قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى: أول ما يتجدد الاستحسان للشخص ثم يجلب إرادة القرب منه ، ثم المودة وهو أن يود أن لو ملكه ثم يقوى الود فيصير محبة ، ثم يصير خلة ثم يصير هوى فيهوي بصاحبه في محاب المحبوب من غير تمالك ، ثم يصير عشقاً ثم يصير تتيماً ، والتتيم حالة يصير بها المعشوق مالكاً للعاشق لا يوجد في قلبه سواه ومنه تيم الله ، ثم يزيد التتيم فيصير ولهاً والوله الخروج عن حد الترتيب والتعطل عن أحوال التمييز. وقال بعض العلماء أول مراتب العشق الميل إلى المحبوب ، ثم يستحكم الهوى فيصير مودة ، ثم تزيد بالمؤانسة وتدرس بالجفاء والأذى ، ثم الخلة ثم الصبابة وهي رقة الشوق تولدها الألفة ويبعثها الإشفاق ويهيجها الذكر ثم يصير عشقاً وهو أعلى ضرب. فمبتدأه يصفي الفهم ويهذب العقل ، كما قال ذو الرياستين لأصحابه: اعشقوا ولا تعشقوا حراماً ، فإن عشق الحلال يطلق اللسان العيي ويرفع التبلد ويسخي كف البخيل ويبعث على النظافة ويدعو إلى الذكاء. فإذا زاد مرض الجسد وزاد جرح القلب وأزال الرأي واستهلك العقل ثم يترقى جداً فيصير ولها ويسمى ذو الوله مدلهاً ومستهاماً ومستهتراً وحيران. ثم قال ابن دريد: الصبابة رقة الهوى واشتقاق الحب ، من أحب البعير إذا برك من الإعياء.