كتاب الحفظ التربوي للقرآن و صناعة الإنسان

كتاب الحفظ التربوي للقرآن و صناعة الإنسان

تأليف : خالد بن عبد الكريم اللاحم

النوعية : العلوم الاسلامية

حفظ تقييم

أما بعد فهذه إيضاحات لمسألة تشتد حاجة الأمة إليها ، وخاصة إذا أصيبت بالضعف واستذلها الأعداء ، وابتليت بالأمراض ، وعصفت بها الفتن. إن إهمال العمل بهذه المسألة هو الباب الذي منه دخل النقص على الأمة ، وهو الثغرة التي نفذ منها الكائدون إلى حصوننا بعد أن كانوا

  يكتفون بالمراقبة وتحين الفرص . موضوع هذه المسألة هو الأداة التي بنيت به أول دولة للإسلام ، وبها يمكن أن يبني المسلمون ما يريدون من الدول القوية في أي مكان في العالم إنه (الحفظ التربوي للقرآن الكريم ) لست فيما أقول شاعرا يسبح في بحر الأحلام ، أو واعظا يحلق في سماء الأماني، بل، بين يدي ملف ضخم من التجارب العملية المدونة بكل مصداقية ، وقبل ذلك كله بين يدي العلم اليقين ، والوعد المكين ممن خلق هذا العالم ، ويدبر شؤونه صباح مساء سبحانه كل يوم هو في شأن ، وهو وعد صريح لا يقبل التأويل ولا النقاش يقول الله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [ سورة النور - الآية : 55 ]، والوعد ليس لأي أحد إنما فقط للذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهل نظن أن (آمنوا وعملوا الصالحات) تأتي بالأماني والأحلام أو أن الطريق إليها هو الجد والعمل وهو متحقق بالحفظ التربوي للقرآن فهو الطريق السريع والقوي لتحصيل (آمنوا وعملوا الصالحات) وهو الثمن الذي من دفعه نال ما يريد من العزة والتمكين على مستوى الفرد والمجتمع . ومن أجل توضيح هذه المسألة وضعت بين يديك أخي المسلم - أينما كنت - هذه الأوراق والتي سميتها : ( الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان ) هذا الكتاب يعتبر امتدادا لكتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة فهو حلقة في هذه السلسلة التي تبين وتوضح لكل مسلم ومسلمة كيفية تحقيق النجاح الشامل في الحياة الدنيا وفي الآخرة من طريق القرآن والسنة الذي قل السالكون له في هذا الزمان حين حصل من بعض الناس الانبهار بالحلول المستوردة ، وتهيب آخرون هذا الطريق تعظيما واحتراما للقرآن خشية الخطأ وذلك بسبب القصور في معرفة الطريق وكيفية السير فيه .